كتب يونس أحمد الناصر
الاحتيال هو الاستيلاء على مال للغير بخداعه وحمله على تسليم ذلك المال , والاحتيال يأتي بالاعتداء على حق الملكية سواء في ذلك الملكية المنقولة أو العقارية ويتميز بالأسلوب الذي يتحقق عن طريقه هذا الاعتداء , ذلك أن المحتال يصدر عنه فعل خداع من نوع ما , حدده القانون , فيترتب عليه وقوع المجني عليه في الغلط وإقدامه على تصرف مالي أوحى به إليه المحتال , وجعله يعتقد أنه في مصلحته أو في مصلحة غيره ومن شأن هذا التصرف تسليم مال إلى المحتال الذي يستولي عليه بنية تملكه ويمر الاحتيال بالخطوات التالية:
( فعل الخداع- وقع المجني عليه بالغلط- إتيان المجني عليه تصرفاً مالياً من شأنه تسليم مال إلى المحتال)
ويفترض الاحتيال ارتباط كل خطوة بالخطوة السابقة عليها بصلة السببية , ففعل الخداع هو الذي أدى إلى الوقوع في الغلط والتصرف المالي كان تحت تأثير الغلط وتسليم المال هو نتيجة لذلك التصرف.
فما علاقة ما تقدم بأمريكا المحتالة ؟؟؟؟
قبل ما شهدته أمريكا مؤخرا من الانهيارات المالية المرافقة لأزمة الرهن العقاري وقبل ظهور بوادر الإفلاس الذي يعيشه الاقتصاد الأمريكي , مارس هذا المحتال الأمريكي الاحتيال على العالم كله, بجائحة فيروس نقص المناعة المكتسب( الايدز) , ورغم خطورة هذا المرض الذي يعتقد الكثيرون بأنه فيروس تم تصنيعه في مخابر وزارة الدفاع الأمريكية و قامت الإدارة الأمريكية بالضغط على المؤسسات العالمية المعنية عبر نفوذها بإعلان الأيدز كارثة بشرية , لتسويق ما تنتجه معامل الولايات المتحدة الأمريكية من أدوية بأسعار خيالية و احتكارية و بعد فترة اكتشفت البشرية بأنه مرض كسواه ومن يقضون موتا بحوادث السيارات يفوق بكثير ممن يقضون بالايدز و انكشفت الخدعة .
فتفتق فكر الاحتيال الأمريكي عن فيروس جديد هو( أنفلونزا الطيور ) رفعته منظمة الصحة العالمية إلى أعلى درجات الخطر , لتدمر بذلك اقتصاد كثير من الدول, من الدول الغنية إلى الفقيرة, و لتسوق بذلك لأدوية المصانع الأمريكية , و لتكتشف البشرية الخدعة الأمريكية, و لم تدمر أنفلونزا الطيور البشرية كما تم الترويج له و خسرت الكثير من دول العالم اقتصادها الحيواني, عبر إعدام عشرات ملايين الطيور في إنحاء العالم.
ولم يكتفي المحتال الأمريكي بما سبق فنشر خبر جائحة تهدد البشرية عبر ما يسمى " أنفلونزا الخنازير " لتدمر مصدر البروتين لكثير من شعوب العالم و لا ندري ما سوف يتفتق عنه فكر المحتال الأمريكي في السنوات القادمة
و الاحتيال الأكبر بتاريخ البشرية الذي مارسته هذه الإدارة على العالم هو مشروعها فيما يسمى " نشر الديمقراطية في العالم " و الترويج لها بماكنة إعلامية رهيبة غزت العقول , ليكون الضحية هذه المرة " الإنسان " حيثما كان خارج ما يسمى بلد الديمقراطية و أعني أمريكا ( صاحبة معتقلات غوانتنامو و أبو غريب ) فعملت على غزو افغانستان و العراق و تدخلت بكل النزاعات التي زرعتها في العالم من السودان إلى تونس و مصر و اليمن و أخيرا و ليس آخرا سوريا الصامدة الممانعة , فشربت نفط الشرق الأوسط ووزعت السلاح على المتقاتلين وفي بلد مثل السودان أو الصومال , لا يجد المواطن ما يسد رمقه من الجوع ولكنه يجد البنادق الآلية ومضادات الدروع و المصانع العسكرية الأمريكية جاهزة لتزويدنا بكل ما من شأنه القتل و التدمير , لتخرج هي من أزمتها المالية الطاحنة
محتال أمريكي تتوفر فيه كل عناصر جريمة الاحتيال و لكن ليس من محكمة توقف هذا المحتال وراء القضبان