Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 22:16:33
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
دام برس في أروقة مستشفى تشرين الجامعي .. كيف تبدو الصورة عن قرب ؟

رشا ريّا - دام برس - اللاذقية :
تمشي أدراجك تحت أشعة شمس حارقة، كيف لا وهو ربما من أقسى الفصول التي مرّت على سوريا يوماً، تصل باب مستشفى تشرين الجامعي، تقف قليلاً على قائمة الانتظار والتفتيش فالحشود كبيرة، ها قد وصلت إلى ساحة الاستقبال وانتهيت من أزمة الحر التي كنت تعانيها خارجاً، تقف قليلاً لتّعدل حرارة جسدك، مراقباً الوجوه التي لا تستطيع الإلمام بها لكثرتها، بدايةٌ مُفائلة على عكس ما يُخيل إليك بعد كثرة القيل والقال في الآونة الأخيرة.

الصورةُ الأخرى
على وقع رنين الهاتف الأرضي الدائم، عبّر عن عدم ممانعته التجول في أروقة المستشفى وأخذ الملاحظات أيّاً كانت، لكن القيل والقال غير المستند إلى وقائع ملموسة يلقى رفضه بشكلٍ قاطع، لا سيما أنَّ لا أحد يأخذ معاناته، ومعاناة إداريي المشفى في الحسبان، فويلهم تأمين ما يحتاجه المرضى، الحفاظ على ممتلكات المشفى ونظافتها من جهة، والقيام بأعبائهم الإدارية من جهة أخرى.
هكذا وضّح د. منير عثمان الكثير من الأمور، أولها بما يخصّ نظام التبريد في المستشفى، والذي كَثُر اللغط حوله، حيث أنَّ التحكم بدرجة حرارة المشفى ليس قراراً يتم اتخاذه فالنظام أصلاً يُغطي أقساماً دون أخرى، وهذا منصوص عليه في عقده، ويشمل التبريد أقسام كالعناية، والقلب، وحاضنات الأطفال، أمّا بقية الأقسام فالتبريد فيها ليس تكييفاً بل تلطيفاً، وهذا يُعدُّ حسب عثمان ترشيداً تقوم به الإدارات الحكيمة في ظلّ ظروف كالتي تعيشها البلاد، مؤكداً أنَّ الصور التي تمَّ نشرها، والتي تُظهر أنَّ نزلاء المستشفى جَلبوا "مراوح" لتبريد الجو هي صورٌ مُفتعلة للتشهير بإدارة المشفى، طالباً من المراقبين الإنصاف، والأخذ بعين الاعتبار أنَّ البنى التحتية للمشفى قد وُضِعت قبل ثلاثين عام، أمّا المشفى فلم توضع تحت الخدمة إلّا منذ ثلاث سنوات.
بما يُخص الشكاوي التي تشير إلى وجود "تنقيط مياه" في المشفى فهذا أمر طبيعي في الأماكن التي يوجد فيها تكييف بسبب الرطوبة، وإنَّ الذين نوهوا لهذا الأمر لم يروا عملية زرع الحلزون التي كانت تجري في ذات الوقت في المشفى، طالباً من الإخوة المواطنين الذين يرتادون المشفى كمرضى، أو كمرافقي مرضى الحفاظ على نظافة المشفى ودورات المياه.
في ختام الحديث مع الدكتور عثمان، تمنى أن تصل الصورة الحقيقية لما يجري، وأخذ كلّ ما ذُكر في الحسبان.

تخرج لتعود وترمق الممرضات، الاطباء، الأشخاص الذين قَدموا لزيارة مريضهم، بنظرةٍ خاطفة لتصل إلى غرفة معاون المدير، ننتظر قليلاً ريثما يجتمع الكادر الذي سيرافقنا خلال الجولة التي ستجري في أروقة المشفى.

في الطريق إلى الصورة الأشمل
أجهزةٌ حديثةٌ، توحي لك بأنك في زيارة لأحد المنشآت الخاصة، بعضها لم يوضع بعد في الخدمة، وأهمها أجهزة العلاج الفيزيائي المتطورة جداً، هي عنايةٌ  تستحق التنويه إليها من قبل العاملين في الأقسام كافةً، بالأخص قسم العناية المشددة، ومطبخٌ منظمٌ إلى أبعد حدّ يكادُ يبدو كتلك المطابخ التي نراها في المسلسلات الأجنبية التي تتناول القطاع الطبي، هذا ما شهدته العين حينها.



أمّا في الأروقة...
عند الوصول إلى الطابق التاسع تظهر للعين صورةٌ مختلفة كليّاً، الأسرة موزعةٌ حقاً في الأروقة، المراوح المذكورةُ آنفاً موجودةٌ كذلك، وضجيجٌ ناجمٌ عن النقاش الدائر بين نزلاء المشفى، ومنهم جرحى من الجيش، والكادر المرافق لدام برس، وبينما يصرّ الكادر على أنَّ الهواء يصلّ إحدى الغرف أكثر من الأروقة، يؤكد نزيل الغرفة أنَّ الشمس تستقر في غرفته من الثانية ظهراً، إلى حين المغيب، مؤكداً أنَّ العناية الطبية التي يلقاها لا تشوبها شائبة، باستثناء أنَّ الحرّ لا يحتمل في المكان بدون تكييف خاصةً أنَّ جروحه لا تزال في طور الإلتئام.

 لا يخشى في الحق لومةَ لائم...
أسامة بدور، نزيل المشفى الذي بدا مستعداً لذكر اسمه من بين عدد قليل من المرضى، طارحاً منذ أول الحديث سؤالاً على دام برس، والكادر الطبي المرافق: "أتريدون أن أتحدث كما تشاؤون؟!" سؤالٌ لم ينتظر الجواب عليه، وتحدث كما شاء، كما يجب، وكما يعايش هو الوضع في المستشفى مُصراً على أنَّ هذا حقه، أن يتحدثُ بطلاقة، دون أن ينقصه المنطق، يُفنّد أسباب القيل والقال، ويمدح ما يستحق المديح، المبنى حضاريّ، والخدمةُ كذلك، إلّا أنَّ الحرّ لا يُطاق والالتزام بقانون ينصّ على بقاء درجة الحرارة في حدود السبعة والعشرين درجة مئوية في المنشآت الطبية، غير ملائمٍ لبيئةٍ يَغلبُ على مناخها ارتفاع نسبة الرطوبة، حسب قوله.



أطباء ولكن...
وإذا ما سعت دام برس للحصول على معلومات من الإدارة فإن الأطباء المقيمين هم من سعوا ورائها لإعطاء آخر الأجزاءٍ لتكتمل الصورة، الحديث جرى في إحدى الأروقة دون أن يأخذ أي شكلٍ رسميّ، مصرين على عدم الكشف عن هوياتهم، ومؤكدين أنَّ ليس لهم بكلِّ ما يجري لا ناقة ولا جمل، هم أطباءٌ يخطون أولى الخطوات في طريقهم المهني، ولم يعتادوا بعد لغة التصريحات.
أولى الجمل التي قيلت على لسانهم "كان عليكم القيام بجولةٍ دون إعلام إدارة المستشفى، فالمشهد كاد ليكون مختلفاً كُلياً"، أمّا الجملة التي تلتها فكانت: "هل استقليتم المصاعد؟ أم انتظرتم كمريض العناية ربع ساعةٍ أو ما يزيد، ليقوم أحدٌ من داخل المصعد بفتحه كون أزرار كافة المصاعد لا تستجيب إلّا من الداخل؟"، وعندما علّت أمارات الاستغراب على وجهنا، "لا تستغربوا الأمر.. الأوكسجين موجود لن يموت المريض.. "بدبر حالو"، حسب ردّهم، أمّا التكييف فله الحصةُ الأكبر من الحديث، فقد أصرَّ الأطباء أنَّ لا مكيف يعمل خلال الليل إلّا مكيف "الكافتيريا"، وإنَّه وعلى سبيل المثال لا الحصر، عندما ترتفع حرارة أحد الأطفال وقد تصلّ إلى الأربعين، لا يستطيعون تخفيضها، لأنَّ درجة حرارة الجو المحيط بالطفل أعلى من درجة جسمه ذاته، أمّا أهم ملاحظات الأطباء المقيمين فهي بخصوص غرف العمليات، وتسرُّب المياه فيها، حيث يؤكدون خطورة هذا الأمر، وأنّهم وفي بعض الأحيان أثناء إجراء العمليات يقومون بنقل سرير المريض من مكانه.
أمّا إذا ما أردنا ذكر المشاكل الخاصة بهم كأطباء مقيمين فإننا نحتاج تحقيقاً آخر، فكلُّ ما يخصّهم من سكنٍ، كهرباء، وإطعام، هو استثمار باستثمار، وفي المقابل لا يلقون حتى معاملة تليقُ بهم كطالبيّ علم، حسب ما ذكروا.

مستشفى كان يجب أن توضع في الخدمة منذ ثلاثين سنة خلت، لم يَعدو التعامل بما يخصها منذ ذاك الحين، أكثر من كونه استثمار، أموالٌ كثيرة بلغت وجهاتٍ مجهولة، أمّا ميزانيةٌ المستشفى لا يمكن وصفها بالقليلة، وهي حتماً كفيلة بتغطية كلّ ما تمّ ذكره، كلُّ هذا وأكثر كفيلٌ بتغييب الكثير من الإيجابيات كالعناية الطبية العالية المستوى، سواء على صعيد الكادر الطبي، الأجهزة، والدواء.
 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2017-08-14 15:14:33   مشفى تشرين الجامعي
منذ ثلاث سنوات تقريبا زرت مشفى تشرين الجامعي وكان عبارة عن مبنى لوحدة الاورام السرطانية تقوم فقط باعطاء الجرعات ويتم سحب الدم وتحليله بمشفى الاسد الجامعي إضافة لمبنى الإدارة اما باقي الابنية فكانت فارغة على عروشها وبعد ان كلف الدكتور منير عثمان بادارة المشفى جهزت وحدة الاورام السرطانية بمخبر كامل مستقل اضافة لاقامة لمرضى السرطان واستقدمت كافة التجهيزات الناقصةحتى اصبح المركز متكامل وبعدها بدء بتجهيز المشفى وخلال فترة قياسية اعلن عن افتتاح المشفى بطاقة متدرجة حتى اصبح بوضعه الراهن وهذا يعود للجهد الهائل للإدارة وعلى رأسها الدكتور منير عثمان فخلال ثلاثين سنة لم يتم الا اكمال البناء وخلال ثلاث سنوات فقط اصبحت المنشأة لها بالبنان اما مايخص السلبيات المذكورة فهي ليست بذات قيمة قياسا لهذا الانجاز الكبير وارجو من الادارة الكريمة تفاديها واعرف انها لن تقصر فهي التي حملت عبء هذا الانجاز الكبير ولن تعجز عن حل بعض المشاكل الناجمة عن الحجم الهائل للمراجعين والمرضى . ملاحظة: اتمنى على الادارة تحديد مواعيد للزيارة والتشديد عليها والزام الموظفين بلباس او حمل بطاقة تعريف .
osama kheder  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz