دام برس ـ طرطوس ـ سهى سليمان :
البعض يرسم أحلامه لوحده منذ الصغر، والبعض الآخر يشارك أهله في التخطيط لطموحاته، ومنهم لا طموح له سوى النجاح، جيل يصارع الزمن والعلم ليربح أكبر قدر ممكن من التحصيل الدراسي ويبدأ أول خطوة في تحديد مستقبله.
طلاب طرطوس على الرغم من الحزن الذي يلفّ أبناء محافظتهم على شهدائها المدنيين والعسكريين مستمرون بالعطاء، يذهبون إلى مراكزهم الامتحانية موجهين رسالة للعالم أن من قاوم لأكثر من خمس سنوات لن ترهبه تفجيرات ولا قذائف، وليكملوا رسالة الطلاب الذين استشهدوا أثناء تفجيرات طرطوس الأخيرة، وليثبتوا للجميع أن الوطن يبنى بالعلم والمحبة والمعرفة.
في هذا الإطار مؤسسة "دام برس" الإعلامية استطلعت آراء بعض الطلاب في المحافظة حول النماذج والأجواء الامتحانية في آخر يوم من امتحانات الشهادة الثانوية ـ الفرع العلمي:
امتحان الكيمياء صعب واللغة العربية سهل
أوضح الطالب عمار صالح أن أسئلة مادة الكيماء كانت صعبة إلى حدّ ما، بينما كانت أسئلة اللغة العربية سهلة نوعاً ما، أما باقي الأسئلة فقد كانت متوسطة، مؤكداً أن هناك تغيير كبير في النماذج وطريقة الأسئلة.

وأشار إلى الأقاويل التي تحدثت عن تسريب أسئلة الامتحان أنها كانت صدمة لنا، وسببت لنا ضرراً كبيراً لا سيما للطلاب الذين تعبوا على الدراسة طوال الليل، لكنه أكد أن ما يهمه أنه ورفاقه بذلوا جهوداً كبيرة في الدراسة بهدف نيل درجة جيدة لتحقيق طموحاتهم العلمية.
أسئلة مادة العلوم جديدة وطويلة ولا خيارات كثر
بدورها عبرت الطالبة سلام حسن عن رأيها بالنماذج الامتحانية لهذا العام، موضحة أنها كانت سهلة في جميع المواد ما عدا مادة العلوم كان النموذج جديداً والأسئلة صعبة وطويلة جداً، كما لوحظ عدم وجود أسئلة اختيارية كما العادة، وإنما سؤال واحد فقط في التفسيرات، والتعاريف كانت كثيرة.
وشكرت جميع القائمين على العملية الامتحانية وخاصة الذين وفروا جوّاً امتحانياً مناسباً،  متمنية أن تراعي سلالم التصحيح الأجوبة وخاصة الجزئية منها، وعدم حذف درجة السؤال بأكمله.

السنة التحضيرية: تجربة جيدة لكن تحتاج للمراجعة
من جهته يسعى الطالب أسامة خليل للحصول على أكبر قدر ممكن من الدرجات الامتحانية، بغض النظر عن الفرع الذي سيسجل به، لكنه يأمل في أن يسجل في السنة التحضيرية للعلوم الطبية بعد أن نجح شقيقه في العام الماضي وسجّل بها.

وأبدى رأيه في تلك التجربة أن هناك إيجابيات وسلبيات، ومن أبرز السلبيات الأخطاء الموجودة في المنهاج من حيث القوانين أو كتابتها بشكل خاطئ، كما أن بعض الطلاب يشتكون من عدم تواجد بعض الكتب المطلوبة للامتحان مثل كتاب "تاريخ الطب".
وبالنسبة للجو الامتحاني ذكر أنه كان لا بأس به وقام المراقبون بتأمين مناخ مناسب لهم، متمنياً للجميع التوفيق والنجاح وتحصيل درجات على مستوى الجهد الذي بذلوه.
إعطاء الوقت الكافي لامتحان اللغة الفرنسية
مطالبات بضم كلية الهندسة إلى السنة التحضيرية
وبيّنت الطالبة سمر غانم أن الأسئلة تنوعت بين الصعبة والسهلة، وكانت شاملة للمنهاج، لكنها طويلة بمعظم المواد، حيث تحتاج لوقت أطول من الوقت المخصص لكل مادة.
وعن طموحاتها تحدثت أنها تهدف إلى متابعة دراستها في كلية الهندسة، متمنية أن تُضم كليات الهندسة إلى السنة التحضيرية.

كما تطرقت إلى أن تجربة السنة التحضيرية تجربة جيدة، ولا سيما أنها تكشف مدى ذكاء الطالب وهي بمثابة طريقة للتأكد من أن الدرجات الامتحانية التي نالها في آخر العام يستحقها أم كانت بواسطة الغش أو الحظ.
أما الطالبة مرام عمران فقد أشارت إلى أن أسئلة مادة اللغة الفرنسية كانت صعبة بعض الشيء، متمنية أن يتم المعاملة بها كما اللغة الإنكليزية، خاصة أن المفاضلة سوف تكون على اللغتين، وبالتالي يجب أن يعطى يوماً إضافياً قبل الامتحان ليتسنى لهم دراستها، إضافة إلى الوقت المخصص للامتحان أقل من اللغة الإنكليزية.

وعبرت الطالبة عن رأيها في جميع النماذج أنها كانت جيدة وسهلة لكنها تفاجأت بامتحان الرياضيات حيث كان النموذج مختلفاً، متمنية أن يتم التنويه عن التغيير في النماذج ليكون لديهم فكرة مسبقة كدليل يقتدى به.
أما عن الدورة التكميلية فقد أبدت تخوفها منها، معبرة عن رغبتها بأن تكون الامتحانات في دورتها التكميلية مساعدة للطالب وأن تكون الأسئلة أسهل وليست أصعب كالعام الماضي.
رسالتنا: بالعلم والمعرفة نبني الوطن
رغم الحزن الذي ساد أجواء امتحانات الشهادة الإعدادية، حين فجر الظلاميون سيارات حقدهم، بهدف شلّ الحياة الطبيعية والعملية التربوية في سورية عامة وطرطوس خاصة، لكن ذلك لم يثنِ أهل المحافظة ولا طلابها عن متابعة حياتهم بشكل كامل، ليثبتوا أنهم جيل المستقبل الذين سيبني الوطن.
وبهذه المناسبة مؤسسة "دام برس" الإعلامية إذ تشكر جميع الجهات المعنية التي ساهمت بتهيئة المناخ الملائم للطلاب الأعزاء، فإنها توجه التحية لجميع الجهات الأمنية التي سهرت على سلامة الطلاب والمراكز الامتحانية.
وتتمنى المؤسسة النجاح والتوفيق لجميع الطلاب الذين أنهوا امتحاناتهم، كما تدعو الجهات المعنية مراعاة الظروف الصعبة التي مرّ بها طلابنا خلال الفترة الأخيرة وخاصة بعد التفجيرات، من خلال تناسب سلالم التصحيح وتحقيق التصحيح الجزئي فيها، وأن تكون الأسئلة في الدورة التكميلية وسيلة مساعدة لمن لم تتسنَ لهم الظروف في الدورة الأولى لتساهم بذلك بتحسين مستواهم وتحقيق درجات أعلى تمكنهم من تحقيق طموحاتهم.
طلابنا... بكم يعلو شأن الوطن