دام برس – قصي المحمد:

تشهد أبواب المصرف العقاري هذه الأيام أزمة كبيرة جداً، حيث لا يمكن للسائر اليوم في شوارع دمشق أن يرى تلك الطوابير الكبيرة إلاّ وأن يقف ويتساءل ما هو سبب ذلك؟
العقاري مع بداية كل عام دراسي جديد أزمة جديدة !
بالتزامن مع بداية العام الدراسي الجديد لطلاب نظام التعليم المفتوح، واستكمالاً لتسجيل الطلاب المقبولين في التعليم الموازي وطلاب الجامعات الخاصة، بالإضافة الى الالتزامات التي توكل الى المصرف العقاري من حركات إيداع ونقل وتحويل أموال وصرف شيكات وغيرها .... نجد أنّ هناك أزمة كبيرة يتعرض لها المصرف العقاري بدمشق وذلك بسبب عدم التوازن بين أعداد الموظفين والمهام المطلوبة من المصرف تأديتها.
المصرف العقاري فرع البرامكة يشهد حالة غريبة جداً عن غيره من الفروع ، هناك إقبال كبير عليه لأسباب عدّة، منها مثلاً قربه من الجامعة مما يشكل التوجه الأولى لمعظم الطلاب.
أشار مصدر خاص "لدام برس" أنّ المصرف العقاري فرع البرامكة يملك ضمنه عشرة صناديق (التنيرات) مفعلة للعمل ولاستقبال الزبائن، وأكّد المصدر بالقول: "نحن كمصرف عقاري لا يمكن أن نقول أنه لا يوجد أزمة ، وهذا واضح من خلال ما نراه أمامنا، وقد يتساءل البعض عشرة أجهزة كافية للتخلص من هذه الاعداد الكبيرة" ... وتابع بالقول: "بالحقيقة هناك برنامج عمل ضمن المصرف لا يمكن تجاوزه، حيث يتم تخصيص ثلاث صناديق فقط لهذه الاعداد الكبيرة من الطلاب، وهناك خمس صناديق مخصصة لأهداف خاصة مثلاً: صندوق خاص بأعضاء الهيئة التدريسية  في الجامعة، وصندوق لفتح الحسابات، وصندوق للعسكريين وغيرهم، وهناك صندوق مخصص للمسنين المتقاعدين الذين يتعرضون للسرقة على أبواب الصرّافات مما يدفعهم يتوافدون الى المصرف لاستلام رواتبهم، وما تبقى من الصناديق لتسير أمور الزبائن".
وأضاف المصدر ل "دام برس" بالقول: "نحن كموظفين داخل المصرف يومياً يبدأ عملنا من الساعة الثامنة ونصف صباحاً حتى الواحدة ونصف ظهراً تغلق الأبواب الخارجية ويتم تسير أوضاع الطلاب داخل المبنى حتى نهاية الدوام الرسمي، وهذه الأزمة يشهدها المصرف منذ بداية الشهر العاشر تقريباً حتى الشهر الخامس ، وقد سببت هذه الأعداد الكبيرة من الطلاب الإشكاليات لبعض الزبائن ، مما دفع عدد منهم قطع تعاملاته معنا، وهؤلاء هم من يتم الاستفادة من عمولتهم ، بينما الطلاب لا نأخذ سوى /200 ل.س/  فقط".
"سابقاً كنا نتعامل مع الجامعات من خلال محاسب الكلية هو من يقبض لطلابه ، وكان ذلك يوفر الكثير من الجهد الوقت والضغط، أمّا اليوم ما ترونه هو أعداد كبيرة بالمقابل موظفين ليس لديهم الطاقة الكافية لتسيير كل حاجات هؤلاء".
من هو المسؤول؟
نحن بدورنا كمصرف عقاري نضع المسألة برسم جامعة دمشق، هي من تتولى أمر طلابها، نحن في اليوم الواحد مثلاً لدينا حركات مرور تتجاوز الــ / 1500/ حركة يومياً، مثلاً مجمل الحركات النقدية ليوم الأثنين الماضي وصلت الى الــ / 1700 / حركة منها / 1000 / حركة إيداع ( 800 طلاب و 200 إيداعات للزبائن)، وإذا أردنا التأكيد أكثر يمكن أن نقول أن إيداعات الطلاب تتجاوز ذلك لأن هناك عدد من الطلاب يلجأ إلى الاحتيال على الموظفين لتصل بدلاً من / 800 / ترتفع لتتجاوز الـ / 1000 / حركة يومياً.
أين  دورالمصرف التجاري؟
وأشار المصدر بالقول: "إن معظم تعاملات الجامعة مع المصرف العقاري، حيث تصل إلى / 95% /    تقريباً و / 5% / مع المصرف التجاري، وإن تعديل هذه النسبة قد يخفف من هذه الأزمة مستقبلاً.
وعن قيمة الشكوك التي تدفع للمصرف تتراوح ما بين الــ / 10,000  ل.س/، وترتفع لتصل إلى الــ / 500,000 ل.س/ لطلاب الكليات الطبية.

ما هي أسباب الأزمة التي يمر بها المصرف اليوم ؟
أكّد المصدر لدام برس أنّ قلة الكوادر العاملة في المصرف العقار اليوم وبسبب قلّة عدد الصناديق، وازدياد الشواغر بسبب حالات التسرب الوظيفي تعتبر من الأسباب التي أدت إلى هذه الازمة، كما إنّ التجاوزات الكبيرة التي تطال عملية تنظيم الدور المنتظم للزبائن، من محسوبيات، وقيام الجامعة بتحديد مواعيد ضيقة للتسجيل مما يجبر الطلاب إلى التوافد بشكل كبير جداً.
أمّا عن الحلول فإنها تنبع من معالجة الأسباب، مثلاً اعتماد موظفين للشواغر الناقصة، والتخلص من التجاوزات والمحسوبيات .

لماذا يقف الطلاب في الشارع ؟
"بيّن المصدر أن ترك أعداد كبيرة من المراجعين وبشكل خاص من الطلاب خارج بناء المصرف كي لا يشكل ازدحام شديد داخل المبنى مما يعيق العمل ، وقد يؤدي إلى ظهور حالات لا أخلاقية مثل السرقات والنشل".
حاولت الجهات المسؤولة في المصرف التواصل مع المسؤولين عن الحرم الجامعي  من أجل السماح للمراجعين ومن الطلاب البقاء داخل حرم الجامعة للانتظار، ولكن لم يتم السماح بذلك لأسباب غير معروفة مما دفعهم الوقوف بالشارع، يقال أنها أسباب أمنية ، وهل أصبح الطلاب يشكلون خطراً على جامعتهم؟ سؤال  طرحه  المسؤولين في المصرف !!.

لماذا نجد الكثير من الصرافات عاطلة عن العمل؟
كما أوضح  المصدر "لدام برس" أنّ سبب تعطل بعض الصرّافات عن العمل هو يعود بالدرجة الأولى إلى وجود مبالغ كبيرة شبه تالفة "مهترئة" موضوعة في الصرّافات مما يعيق عمل الأجهزة ، وتبدوا وكأنها معطلة، رغم وجود مبالغ كبيرة بداخلها، بالإضافة إلى أنّ معظم الأجهزة المستخدمة لدينا هي من الدول الأوروبية وأمريكا، وهي بحاجة إلى قطع تبديل مما يشكل صعوبة لدينا في تصليحها في الوقت الحالي بالإضافة إلى الطاقم المختص عنها لا يتوفر العدد المطلوب حيث لا يوجد سوى موظف واحد مسؤول عن /23 / جهاز حيث يتبع لمركزنا / 23 /  صرّاف وكلها في مراكز حساسة في من وزارة الخارجية والتلفزيون والصحف الرسمية وبعض الوزارات والمؤسسات الحكومية ".

رأت دام برس أنه من الضروري اللقاء مع المسؤولين في جامعة دمشق من أجل هذه المسألة باعتبار الأزمة التي تعرض لها المصرف العقاري اليوم يرد سببها  بالدرجة الأولى كما تشير المصادر إلى طلاب الجامعة، فكان اللقاء مع أمين جامعة دمشق الدكتور المهندس عباس صندوق حيث قال:
"عندما يتجه معظم طلابنا اليوم إلى المصرف العقاري هو ليس لأنه لا يوجد غيره، وإنما يوجد إتفاقية بين جامعة دمشق والمصرف العقاري لتسهيل عملية دفع الرسوم للجامعة، وبالاضافة الى  تحديد مكان لبناء المصرف داخل حرم الجامعة.
وعندما نتساءل أين دور المصرف التجاري ولا يوجد تعامل معه سوى / 5% / هذا كلام سليم لأنه عندما أبرمنا الاتفاقية مع المصرف العقاري رفضت كل المصارف الأخرى ذلك ، فكانت الأولوية للعقاري ، ونؤكد اليوم من جديد بأننا في جامعة دمشق مستعدين لعقد اتفاقية مع أي مصرف يسهل عملية دفع الرسوم لطلابنا الأعزاء .
لماذا لا يتم اعتماد دفع الرسوم لدى محاسبي الكليات ؟
أكد صندوق أنه لا يوجد لدى المحاسبين القدرة الأجهزة الكافية من أجل استلام مبالغ كبيرة يومياً تصل إلى الملايين وقد نتعرض في بعض الاحيان حالات تزوير مثلاً، لذلك تم التعاقد مع المصرف العقاري ، وبنفس الوقت أشار صندوق بالقول : أنه نضع  على الطلاب المسؤولية من ناحية تأخرهم عن الدفع ، بحسث لا يقدمون إلا في الفترة الأخيرة من التسجيل مما يحدث أزمة وإزدحام.

هل سيمدّد التسجيل  للطلاب المقبولين في الجامعة ؟
أكد أمين جامعة دمشق " لدام برس" وبتوجيهات من رئيس الجامعة سيبقى باب التسجيل للطلاب مستمر ما دام هناك طلاب مقبولين ويريدون دفع الرسوم وذلك نظراً للظروف التي نمر بها اليوم، ومراعات للازدحام الشديد على المصارف العقارية باعتبار الطلاب من يدفعون اليوم هم ليسوا فقط من جامعة دمشق بل هناك طلاب من جامعة حلب وجامعة الفرات ودير الزور.