دام برس ـ سهى سليمان ـ طرطوس :

تشكّل الأنشطة الثقافية جزءاً أساسياً من الحياة المدرسية بشكل خاص والحياة الاجتماعية بشكل عام، ولا سيما للطفل الذي يعدّ الأهم في العملية التربوية، لما لها دور كبير في تنمية مواهبه وشخصيته، إضافة إلى دعم تكوينه من الناحية التربوية والفنية والثقافية. كما تهذب تلك الأنشطة الذوق وتغذي الوجدان وتصقل المواهب وتشجع ملكات الإبداع.

ولا شكّ أن النوادي الثقافية التي تقيمها المراكز الثقافية في محافظة طرطوس كان لها دور كبير في ردف العملية التربوية والثقافية وحققت فوائد جمة أسعدت الطفل وأفرحته وملأت وقت فراغه بأنشطة هادفة ومريحة، حيث افتتحت منتديات ثقافية في معظم المراكز الثقافية في المحافظة، تضمنت محاضرات وندوات وأمسيات شعرية وموسيقية وتوقيع كتب وغيرها الكثير.

ثقافي برمانة المشايخ... أفكار خلاقة ومفيدة

وكان الدور الكبير لما قام به المركز الثقافي في برمانة المشايخ برئاسة الأستاذ لؤي الخطيب، من خلال تجربة متميزة تجلت في افتتاح نوادي ثقافية في الطبيعة تتضمن نوادي للقراءة والقراءات القصصية واختبارات في الإلقاء والحفظ، إضافة إلى مسابقات رياضية ثقافية وورشات للرسم والتلوين وحلّ المشكلات وندوات صحية وأدبية ومسرحيات ومعارض رسم في الطبيعة.

كما وسّع المركز تلك النوادي لتشمل أنشطة بيئية وصحية ومعارض للبيئة في الغابات حيث قدم الأطفال رسوم عن البيئة والطبيعة، كما تعرفوا إلى الكثير من الأزهار والنباتات المجففة ولمحة عن الحيوانات المتواجدة في الغابة، إضافة إلى عروض فلمية عن البيئة الطبيعية والأفاعي المتنوعة.

ولأن مؤسسة دام برس الإعلامية تعنى بالثقافة والطفل لا زالت تتابع النشاطات الثقافية ودورها في تشجيع الحركة الثقافية مستطلعة آراء بعض الأطفال عن أهمية تلك النوادي الثقافية:

الأندية الثقافية... تعزيز للعمل الجماعي

الطالبة ريم لؤي حسن أكدت أن سورية ما بعد الحرب ستكون جميلة جداً، وأن العلم سوف يرفرف فوق كل الجبال وستبقى الشمس تشرق فوق البر والبحر، مركزة على أهمية القدرة التي اكتسبوها بعد جلسات الحوار والعصف الذهني التي تساعدهم على التفكير وحل المشكلات، مشيرة إلى أن كل هذه النوادي الثقافية لها أهمية كبرى في تعزيز القدرات والمهارات عند الأطفال وتفتح المجال أمام فرص التعاون الجماعي.

أما الطفل شعيب غانم فقد بيّن أن العمل ضمن هذه النشاطات ينمي روح العمل وخاصة داخل المجموعات، مما يعزز العلاقات الاجتماعية ويزيد من الأصدقاء الذين من خلالهم يتعرفون على الآخرين ويتعلمون منهم، مؤكداً أن هذه النوادي الثقافية لها دور كبير في التعبير عن مشاعر الأطفال تجاه بلدهم سورية، حيث يتمنون رؤيتها بخير وسلام وأمان.

انسجام وتعاون وحماية الطبيعة وقدرات فكرية

وعبر الطفل محمد عدنان سليمان عن سعادته بهذه النشاطات لما لها من فائدة حيث تبرز الطاقات المتميزة لدى الأطفال، إضافة إلى تشجيع الاعتماد على الذات والاعتناء بالطبيعة وحمايتها، والتعبير برسومات بسيطة عن أحلامهم في عودة الوطن إلى الأمان.

كما أكد أن هذا النشاط يدرب الأطفال على الحياة الجماعية بين الأطفال يحقق الانسجام والتعاون، وتساعد على ملئ وقت الفراغ والقضاء على الملل بأشياء مفيدة وهامة.

ورأى الطفل علي ناصر حسن أن مثل هذه الأندية مفيدة جداً وخاصة جلسات الحوار والنقاش التي تتم، فمن خلالها يتعلم الأطفال فن الحوار والاستماع، إضافة إلى ورشات العمل والرسم التي يعبرون فيها عن كل ما بداخلهم، حيث يرسمون الطبيعة بكل مكوناتها، ويعبرون برسوماتهم عن محبتهم للأم والمعلم والوطن.

كما تساعدهم على التدريب وقراءة الأحرف اللثوية ومخارج الحروف الصحيحة، والاستفادة بعبر وحكم عظيمة من القصص المقروءة.

جلسات حوار ونقاش وتشجيع على التفكير 

 بدورها الطالبة غزل حسن شرحت لنا عن رسوماتها التي تعبر عن الوطن بكل مكوناته وعن الطبيعة، مؤكدة أن مثل هذه الأندية تشجع على القراءة وتقوي اللفظ الصحيح لديهم.

كما أوضحت أن طرح المشكلات واقتراح الحلول لها يفيدهم في الحياة العامة لمواجهة أي مشكلة تعترضهم حيث يستفيدون منها في المستقبل، وأهم تلك المشكلات مشكلة تدني التحصيل العلمي التي يمكن حلها بالاستماع والانتباه إلى الدرس بشكل جيد، وتسجيل الملاحظات العلمية والدقيقة وراء المدرس، ليتسنى لهم دراستها وفهمها.

الطالبة غزل علي التي تحب الألوان كافة، بينت أن ورشات الرسم والتلوين مفيدة جداً لها، حيث أنها تتعلم منها ما يعبر عن هذه الألوان وكيف ترسم الطبيعة وتحميها لتعيش فيها بأمان.

كما ركزت على أن طرح الأسئلة تشجعهم على التفكير والبحث عن الحلول لنستطيع أن تحل المشكلات والعقبات التي تعترض حياتهم ودراستهم.

الأندية الثقافية... تنمية للمعارف والفكر والإبداع

وأجمعت آراء الطلاب عن سعادتهم الكبيرة بمثل هذه الأندية لما وجدوه من فائدة عميقة تعود عليهم بالخير والفرح والمعرفة، كما رغبوا باستمرارها في كل عام وتمنوا أن تتم بشكل دوري حتى في العطلة الانتصافية لتحقيق أكبر فائدة ممكنة من صقل المواهب وتنمية الفكر والإبداع.

باتت الأندية الثقافية والاجتماعية اليوم من أبرز الأساليب التي لها دور كبير في تنمية المجتمع وتعريف أطيافه بما يدور حوله، إضافة إلى مساهمتها الفعالة في تنمية المعارف الثقافية والعلمية وتوعية المواطن بمسؤولياته الاجتماعية والثقافية والسياسية والإعلامية داخل المجتمع، بالإضافة إلى دعم الوحدة الوطنية وتحقيق الترابط الاجتماعي بين أبناء الوطن الواحد.

في الختام مؤسسة "دام برس" الإعلامية تتمنى لجميع  القائمين على هذه النشاطات المتميزة والفريدة كل التوفيق والنجاح، لأهميتها الكبرى في بناء شخصية الطفل من النواحي كافة ليساهم بدوره في تنمية وبناء المجتمع من حوله.