Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السوريون في رمضان بين قسوة الحرب ورحمة الرب !
دام برس : دام برس | السوريون في رمضان بين قسوة الحرب ورحمة الرب !

دام برس - ريتا قاجو :

خمس سنوات مرت على الحرب في سوريا...حربٌ لم تتخذ من جبهات القتال فقط مسرحاً لها... بل بات السوريون يستنشقون دخانها في كل تفاصيل حياتهم اليومية ، فاستهدفت حتى لقمة المواطن وقوت عيشه ، فأرخت المعاناة ظلالها الثقيلة على المواطن الصامد الذي انخفضت قدرته الشرائية إلى درجة لم نتوقعها يوماً.
مع بداية هذه  الحرب التي ترافقت بعقوبات اقتصادية جائرة التي فرضت ، بدأت منعكسات الأزمة التي أثرت على المستوى المعيشي للمواطن السوري، حيث ترافقت  بارتفاع جنوني للأسعار ، لا يتناسب لا من قريب ولا من بعيد مع دخل المواطن البسيط، وترافق ذلك بامتداد العجز حتى إلى الطبقات المتوسطة.
ورغم ذلك يرى محللون اقتصاديون على مستوى العالم أن الاقتصاد السوري بمنظور مختلف اقتصاد صامد، واجه آلة الحرب والعقوبات، وما زال حتى الآن يسعى جاهداً من أجل توفير لقمة العيش للمواطنين بكل ما يتاح له من إمكانات، ويستشهد مؤيدو هذا الرأي بالتزام الجهات المعنية بدفع الرواتب الشهرية لموظفيها واستمرار الدعم على المواد الأساسية بما فيها مادة الخبز، وهو ما يشكل صموداً حقيقياً أنجزه الاقتصاد الوطني السوري.
لكن هذا الصمود وبدايات التعافي كما يصفها بعض الخبراء لا تجعلنا نغض البصر عن ضيق العيش الذي حل على السوريين، معاناة حقيقية يعيشها المواطن السوري اليوم، الأسعار تحلق بجناحيها بينما دخل المواطن ثابت لا يتماشى مع هذه الدوامة.
واليوم يطل علينا شهر رمضان ، شهر الرحمة والخير والكرم، هذا صحيح... لكن باستثناء الرحمة على جيب المواطن المسكين في سوريا ! فإذا كان المواطن يكدح ويسقي الصخر بعرقه كي يؤمن احتياجاته الأساسية بالكاد كل يوم ، فما عساه أن يفعل في هذا الشهر الفضل في ظل الحرب اللافضيلة !
إلى أي مدى يعاني المواطن اليوم من ارتفاع الأسعار والاحتكار ؟ وما هي الإجراءات التي قامت بها الحكومة لتخفيف العبء عنه وضبط الأسعار خلال شهر رمضان ؟ وهل فعلاً هذه الإجراءات فعالة وكافية ومجدية في نظر المواطنين ؟

إجراءات الجهات المعنية لضبط الأسعار خلال شهر رمضان
وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك وجهت "مؤسسات التدخل الإيجابي " لطرح  المواد الغذائية  بأسعار مخفضة خلال شهر رمضان ، والتركيز أكثر على المواد الأساسية التي يستهلكها المواطن أكثر من غيرها ،و ترافق ذلك بمهرجان التسوق الخاص بشهر رمضان والذي تم الإعلان عنه قبل بدء الشهر الفضيل
وقبل أسبوع من حلول شهر رمضان المبارك دعا وزير التجارة الداخلية وحماية المستهلك مؤسسات التدخل الإيجابي إلى طرح تشكيلة واسعة من مختلف السلع والمواد الغذائية والاستهلاكية في منافذ بيعها ترضي أذواق المستهلكين وبأسعار أقل من أسواق القطاع الخًاص وأكد على على ضرورة أن تكون منافذ وصالات بيع تلك المؤسسات نقاط ارتكاز لتثبيت وتوازن الأسعار في السوق.
كما طلب من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي ووزارة الصناعة توفير كميات مناسبة من المواد الغذائية وغير الغذائية من إنتاجهما وصناعات معاملهما بأسعار منافسة للحد من استغلال البعض لموسم شهر رمضان وقيامهم برفع أسعار بعض المنتجات والمساهمة مع مؤسسات وشركات وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك بالتدخل الإيجابي بالسوق المحلي.

هل ترقى تلك الإجراءات لحجم معاناة المواطن ؟
السيدة أم بسام ربة أسرة وأم لأربعة أطفال ، تقول لدام برس أن ضيق الحال يتجلى في كبرى صوره خلال هذا الشهر الفضيل ، الذي اعتدنا أن نراه شهر كرم وخير، وتضيف أم بسام : " خارج شهر رمضان مبارك المبارك أصبح موضوع الغلاء المعيشي وارتفاع الأسعار يؤرق عيوننا ، فما بالنا اليوم ونحن في رمضان الذي ساد العرف أن ترتفع فيه الأسعار حتى قبل الأزمة السورية " ، وتتحدث أم بسام أيضاً عن الاستغلال والاحتكار الذي يمارسه البعض فتقول : " أذهب لأشتري شيئاً ما وثم أتوجه لشراء شيء من محل آخر في نفس الشارع فأرى اختلافاً في السعر وكأنني سافرت من بلد إلى بلد " ما في حدا يحط حد لهالقصة ؟! " ، وسألناها إذا كانت قد جربت شراء حاجاتها من صالات المؤسسة الاستهلاكية تضيف : " نعم أنا أشتري أحياناً منها والحكومة مشكورة فالأسعار مخفضة أكثر من السوق ولكن للأسف حتى هذا التخفيض لا يذكر ولا يحقق ذلك التوفير الكبير على المواطن,  " الله بيعين شو بدنا نعمل " ؟!
السيد خالد محمد القادي موظف حكومي وأب لثلاثة أطفال ، يقول أن ارتفاع الأسعار وصل لمرحلة مخيفة، وبالكاد أصبحنا نتدبر أمورنا، ووصلنا إلى مرحلة اضطررنا فيه ان نعلم أطفالنا ثقافة التقشف والاقتصاد فالراتب الشهري اليوم، أصبح عاجزاً عن تلبية أبسط احتياجات الأسرة ، واليوم ونحن في الشهر الفضيل نضطر لاتباع برنامج معين لتوفير التكاليف قدر الإمكان.
ويضيف السيد خالد : " صحيح أنا اعتدنا على ارتفاع الأسعار في شهر رمضان حتى قبل الأزمة لكنها في ذلك الوقت كانت لا تصل إلى مرحلة العجز ، وكانت موائدنا عامرة بكل ما تشتهيه النفس أما اليوم فكما قلت ثقافة التقشف والتوفير هي التي اضطررنا عليها "
وعن الإجراءات التي تقوم بها الحكومة يقول السيد خالد : " صحيح أن المواطن السوري يعاني اليوم ، لك يجب ألا ننسى أننا في حالة حرب ومن وجهة نظري ورغم كل شيء ، الحكومة تسعى جهدها ولا توفر أية إمكانات لتخفيف العبء عن السوريين ، ويجب أن نقدر حجم ما تتعرض له البلاد، لو أن الحكومة تستطيع فعل أكثر من ذلك لتعزيز صمود المواطن لفعلت " .
جمعية حماية المستهلك : 2500 ليرة يومياً لـمتطلبات شهر رمضان لأسرة مؤلفة خمس أشخاص !
أكد رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني، أن الأسرة السورية المؤلفة من 5 أشخاص بحاجة لـ2500 ليرة، يومياً على الأقل لتأمين لوازم الإفطار ومستلزمات الغذاء والشراب.
وأضاف دخاخني الاستهلاك سيكون محدوداً بالنسبة للعائلات الفقيرة والمتوسطة الدخل، فالدخل هزيل والأسعار غير معقولة، والمطلوب من الجهات المعنية أن تشارك بشكل فعلي في تخفيض السلع في مؤسسات التدخل الإيجابي.
مئة ألف ليرة يجب أن يكون دخل أسرة متوسطة العدد لكي تأكل وتشرب ضمن الحد الأدنى خلال شهر رمضان والدخل مكانك راوح !
أن نتحدث اليوم عن 2500 ليرة يومياً من أجل الطعام والشراب فقط بينما متوسط دخل المواطن السوري لا يسمح بصرف ربع المبلغ المطروح ، هذا يعني أننا نحدث عن كارثة على المستوى المعيشي،  2500 ليرة  يومياً فقط لحاجات الغذاء ناهيك عن المصاريف الأخرى كالمواصلات والاتصالات وغيرها والتي لا تقل كلفتها قسوة وإجحافاً عن السلع الغذائية.
دور مؤسسات التدخل الإيجابي خلال شهر رمضان.
مؤسسات التدخل الإيجابي كانت أهم الوسائل التي حاولت من خلالها الحكومة تحقيق أدنى أنواع التوازن لتخفيف العبء عن المواطنين ولم يقتصر ذلك فقط على شهر رمضان، في استطلاع رأي قامت به دام حول المؤسسات العامة الاستهلاكية أكد السيد مهيمن خير بك مدير مؤسسة الصالحية أن هذه الصلات تشهد إقبالاً كبيراً من المواطنين خاصة في الأسبوع الأول من الشهر ضمن حملة "عيشها غير" .
وخلال زيارتنا لعدة صالات لمسنا إقبالاً للمواطنين وسمعنا الكثير من الإطراءات عن الخدمات التي تقدمها المؤسسات العامة الاستهلاكية بالإضافة إلى بعض الملاحظات.
السيد منير الإمام وهو موظف في وزارة الاتصالات يرى أن لها دوراً إيجابياً  وخدماتها ممتازة وتقدم خدمة رائعة ومنفعة حقيقية.
لكن كما تجري العادة يزداد استهلاك المواد الغذائية في شهر رمضان ويزداد الطلب على السلع الأساسية ، وهنا نقف أمام تساؤل هام ترى هل الأسعار مخفضة بالدرجة التي تحقق للمواطن فائدة حقيقية تزامناً مع ازدياد متطلباته خلال هذا الشهر ؟
تحدثنا السيدة عصمت ابراهيم لتقول : " كيلو السكر كان ب130 انخفض سعره إلى 120 نعم هذا جيد لكن لا أعتقد أن عشر ليرات سورية على سبيل المثال من كل سلعة ستوفر لي ما يكفيني لشراء اللحم لأطفالي كل يوم "
لعل الفجوة أصبحت كبيرة بين قدرة المواطن الهزيلة وإمكانيات الحكومة التي تواجه تحدياً كبيراً في وجه الحرب والعقوبات من جهة وبين وما تفرضه منعكسات الأزمة على الواقع الاقتصادي من جهة أخرى.
لا نستطيع لوم أحد على شيء ، فالمواطن يعاني ويصمد، وبنفس الوقت الحكومة لا توفر أي متاح لتحسين الأوضاع هكذا ترى ريما.
أما نسرين الدوملي فترى أن التركيز على استغلال واحتكار التجار من الأولويات التي يجب أن تهتم بها الجهات المعنية وهو من المشاكل الجوهرية التي تتطلب حلاً خاصة خلال شهر رمضان .
مؤسسة دام برس الإعلامية تتوجه بالشكر لأية جهود تقوم بها الجهات المعنية ولكن لأن الإعلام صوت الشعب نتمنى أن تصل رسالة المواطن عبر مؤسستنا وأن تأخذ الحكومة معاناة المواطن الصامد أكثر بعين الاعتبار ، وأن تكون الإجراءات أكثر شمولية وبآلية مختلفة تحقق تغيراً إيجابياً ملحوظاً من أجل تعزيز صمود المواطن السوري الذي بذل الدم والعرق والأرواح وما زال مؤمناً بدولته ملتفاً حول قيادته وجيشه .

 

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-06-24 05:43:57   الله يفرج
الله يفرج عالسوريين بجاه هالشهر الفضل يعني الوضع صعب كتير فوق الخيال بس ثقتنا بالله وبجيشنا
سمية  
  2015-06-24 05:43:04   رمضان كريم
رمضان كريم على الجميع .. نعم الاسعار جنونية ولكن يجب ان نقدر انها حالة حرب واعتقد شخصيا ان الحكومة تستغل كا امكانياتها المتاحة
سارة العمري  
  2015-06-24 05:42:08   .....
لا أدري مدى جدية ما تقوم به الجهات المعنية ولكن مع كل هذه الاجراءات التي يتم الاعلان عنها لا نرى الا ضيق الحال يخيم على السوريين والأسعار في الحقيقة لم تختلف بهذا الشكل الواضح حتى في الصالات الاستهلاكية
يزن العلي  
  2015-06-24 05:40:59   الاستغلال
موضوع الاستغلال يجب ان يحظى باهتمام اكبر وان تكون الرقابة شديدة اكبر لا سيما في الريف والمناطق البعيدة
يامن  
  2015-06-24 05:40:04   عنوان جميل
عنوان هذا التحقيق لسان حال كل السوريين ، نأمل من الله أن يفرج هموم الجميع
سارة حسن  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz