Logo Dampress

آخر تحديث : الخميس 28 آذار 2024   الساعة 21:37:24
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
الواقع يروي الحكايات .. و لن تكون تلك المقاطع الورقة الوحيدة

دام برس - لجين اسماعيل :

ننظر اليوم إلى أحجارنا ، بيوتنا ، مدارسنا مؤسساتنا ، و لبرهة نخال أننا أضعنا بلدنا ، حروب هنا ، وقتال هناك ، إجرام دمّر القلوب و كسرها قبل أن يهدم الأبنية ، إرهاب يتّم ، شرّد ، هجّر ، فكم بلغ عدد العائلات و الأسر التي باتت بلا مأوى بفعل إجرام جماعات غُسلت عقولها ، و ضاعت إنسانيتها.

وها هم اليوم يتباهون بما تقترفه تلك الأيدي الآثمة ، يتباهون بالدماء التي يسفكوها بفتاوى لا أساس لها من الصحة ، و حجتهم بذلك الدين .. أليس من المعيب أن يتخذوا من الدين ستاراً لأفعالهم و أعمالهم الوحشية ، فما الدين و لا الإنسانية سمحت بما يروّجون له عبر مقاطع الفيديو التي يبثّوها ، متباهين و غير آبهين أبدا ،فها هي مياه البحر الصافي تمتزج بدماء سالت ، و تراب البلاد يروي إن قصدنا حجم الدماء التي سفكت بلا مبرر ..
و أنتم اليوم و عبر زاوية شارك برأيك ، اطلعنا على آرائكم التي كان البعض منها يؤيد نشر مثل تلك المقاطع ، و ذلك في إطار نشرها لعلّا تؤثر على الرأي العالمي .... و آخرون رفضوها لما لها من تأثيرات نفسية تفقد المواطنين جرأتهم و شجاعتهم على خوض المعارك ... كما كان للأطفال حصة في مشاركاتكم آملين ألا تنشر هذه المقاطع... فالطفل فضولي بطبعه ... و مهما أبعدناه عن مشاهدتها ... سيبقى مصمما على رؤيتها ..... لنتابع :
و بدوره  محمد العمري المختص في العلاقات الدولية أوضح بداية أنه لابد من الاشارة الى أن ما تقوم به هذه المجموعات الارهابية من داعش والنصرة وغيرهما من المجموعات الارهابية من قتل وذبح وحرق وسبي واغتصاب لا يمكن تصنيفها إلا في اطار جرائم أبادة ضد الانسانية وهي بكل حال جرائم إرهابية وفقا لقواعد القانون الدولي.
وبالتالي فإن نشر هذه المقاطع قد يعود بنواحي سلبية وأخرى ايجابية  ؛ سلبي ﻷنه قد ينشر الفكر التطرفي ويشجع على العنف من خلال التكرار في المشاهدة من قبل أصحاب النفوس الضعيفة وبالتالي يؤثر سلبيا على السلوكيات الانسانية ناهيكم عن تشويه قداسة النفس الضحية وزرع رغبة الانتقام الانفعالي لدى ذويه وأقاربه ومحيطه.
اما إيجابيته بوجهة نظر شخصية تكمن في إظهار همجية وإجرام هذه المجموعات الراديكالية وبما يساعد على توثيق هذه الجرائم وتقديم المسؤولين عنها للعدالة الدولية وفي محاكم مختصة هذا من جانب ومن جانب آخر إن مراقبة ودراسة هذه اﻷفلام أو مقاطع تشير إلى درجة عالية من الإمكانيات والتقنيات العالية والمتقدمة تكنولوجياً يشرف عليها خبراء إعلامين وأمنين ونفسين لتحقيق مصالح دول معينة بشكل غير قانوني وينافي مبادئ وقواعد العلاقات والقانون الدوليين. علما أن مثل هذه التكنولوجية لاتملكها سوى بعض الدول المتقدمة والتي تدعي مكافحتها للإرهاب كالولايات المتحدة الامريكية وبعض الدول الاوروبية وبالتالي فأنه يمكن لتوثيق هذه الافلام قد تؤدي في مرحلة معينة مقاضاة هذه الدول وأدواتها.
فيما ترفض رفاه حمزة دبلوم إرشاد نفسي نشر مثل هذه المقاطع على مواقع التواصل سواء كانت على التلفاز أو أيٍّ من وسائل التواصل الاجتماعية و التي تستهدف و تستقطب الأعمار كافة  ، و بذلك يكون الأطفال عرضة لمشاهد تلك المقاطع  التي تحتوي على مشاهد عنيفة تؤثر بشكل سلبي و نفسي خطير ، حيث تتخزّن في العقل الباطن كما تولد الأحلام و الكوابيس  المرعبة و المخيفة ، إضافة إلى أفكار وسلوكيات عنف و عدوانية تصبح بالنهاية سلوكيات مألوفة و متداولة بين البشر  ، كما يمكنها أن تسبب أمراضاً نفسية كالفوبيا و الرهاب .
وتقول : "البعض رفض نشرها بالمطلق معتبرة بذلك أنه الخيار الصحيح ، فيما رأى البعض أهمية نشرها للخارج  ، بعيداً عن أعين الأطفال الأمر الذي تصعب السيطرة عليه حيث توضح أن  مجال النشر واسع ومتعدد وفضول الاكتشاف والمشاهدة قوي ولا يمكن السيطرة عليه  ، كما أن الآثار لا تقتصر فقط على الأطفال و إنما تطال الكبار الذين لا يملكون الشخصية و القوة الكافية لتحمل مثل هذه المشاهد ، و هنا لا بد من الإشارة إلى اختلاف أصناف البشر من حيث القدرة على التحمل فالبعض ممكن أن تسبب له مثل هذه المشاهد صدمات و حالات اكتئاب نحن بغنى عنها في الوقت الراهن ، فالوطن اليوم بحاجة أفراد و شعوب قوية قادرة على المواجهة و مثل هذه المقاطع تولد الخوف و الذعر و تشكل فوبيا من رؤية مثل تلك المشاهد على أرض الواقع  .
أما الطالب الجامعي أحمد فيرى أن هذه المقاطع التي تنشر ، كلما شاهدناها ازدادت رغبتنا بمشاهدتها مرة أخرى ، حيث يتحرك هنا اللاشعور و يدفعنا لمتابعتها مراراً ، حتى أن القاتل نفسه ربما يبتكر عبر مشاهدته لمقطع الفيديو الذي يصوّر إجرامه أساليب و حركات و طرق أخرى تكون أكثر تعبيراً عن وحشيته  ، إضافة إلى كونها تولد حالات الثأر و العنف لدى أهل المغدور و بذلك تنتهي الإنسانية من الوجود و نعيش في غابة نحن ذئابها .
إذاً هنا نحن لا ننكر هذه الجرائم بالمطلق ، و لا ننفي حدوثها إن طالبنا  بعدم نشرها على مواقع التوصل الاجتماعي ، فالجرائم و الوحشية التي ارتكبتها العصابات الإرهابية المسلحة في سورية كفيلة بأن تظهر حقيقة هؤلاء ، كما أن العالم بأسره يعلم حجم تلك الجرائم التي خلفت وراءها أسراً تتلوى بلوعة الفراق ، وأطفالاً ينتظرون الزمن الذي يعينهم على القتال و النضال ، ستبقى سورية أرض الشهداء مهما فعلوا ، ومهما شوّهوا من حقائق ... و لن تكون تلك المقاطع التي تعرض لبضع دقائق من الوقت هي الورقة الوحيدة الشاهد على إجرامهم و وحشيتهم  فالواقع يروي الحكايات .

الوسوم (Tags)
اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2015-02-23 04:49:01   ستبقى سورية أرض الشهداء
ستبقى سورية أرض الشهداء مهما حاولوا أن يثنونا عن عملنا ، فسورية أرض الشهادة و النضال ، منها انطلقت الأخلاق و المبادئ و المواقف النضالية
دريد  
  2015-02-23 04:44:59   تبا لهذا الوضع
تبا لهذه الوضع ... متى سنتخلص من هؤلاء الحثالة اللي كل يوم و التاني بيطلعوا بمقطع فيديو جديد ، مو ناقصها العالم وحشية ، تعلموا منيح كيف يقتلوا و يذبحوا و يشنقوا ...
كمال  
  2015-02-23 04:42:47   يكفي ....
يكفي أن نعيش على ارض الواقع و لا حاجة لنا لهذه المقاطع الهوليودية اليهودية ، فالواقع لوحده يترجم هذه الوحشية و الفظائع التي يرتكبوها
خليل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz