Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 19 نيسان 2024   الساعة 17:04:37
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عزيزي المواطن..‘‘ما إلك غير أحلامك‘‘ !
دام برس : دام برس | عزيزي المواطن..‘‘ما إلك غير أحلامك‘‘ !

دام برس - ريتا قاجو :

كأن المواطن السوري لا يكفيه ما يذوقه من مرارة المعيشة وقساوة الحرب، حتى تكمل حكاية معاناته وسائل الإعلام، فتزيد الهم هماً عن قصد أو دون قصد !
أربع سنوات مرت على الحرب في سوريا، شرب الناس ثقافة الموت والخراب، بل إنّ البعض تعايش معها، وأصبحت جزءاً من أفكاره الراسخة، التي لا يستطيع إلا إن يفكر بها.
في السنة الأولى أو حتى الثانية من الأزمة، كان السوريون جميعاً في حالة صدمة وذهول لما يحدث في بلادهم، وكذلك حالة حماسة شديدة للتعبير عن رأيهم السياسي وتقرير مصير وطنهم، أما اليوم فقد توحد شعبنا مع حالة الحرب، فنسي حتى بقايا ذكرياته الجميلة قبل عام 2011.
منذ ذلك الوقت وحتى اليوم، آلاف التحليلات السياسية والتخمينات والتوقعات تتدفق على السوري المسكين الذي لا يعرف مصيره المجهول، منذ الصباح وحتى المساء، لا توفر الوسائل الإعلامية جهداً ، في محاولة إثبات أنها صاحبة السبق في نقل الحدث ، وأن محلليها وصحفييها منجمون بارعون، يعرفون الغيب ويقررون المصائر!
يستيقظ المواطن السوري صباحاً ليذوق مرارة الأخبار مع مرارة قهوته، من الصحف إلى الإذاعات والمحطات الفضائية، الكل في سباق ليحصي أعداد الشهداء، ويصور بشاعة الحرب، يذهب للعمل أو الجامعة ليرى قذائف الهاون تطير في سماء بلاده التي اعتادت أن تطير في رحابها حمامات السلام ، فيكون السابق لوسائل الإعلام، فيتصل بأهله ورفاقه : " عزيزي وحوش الموت أعداء الإنسانية يطلقون قذائف الموت ولدي..صديقي..أمي..حبيبي هل أصابك من ضرر" ؟!
يعود إلى المنزل عودة المنتصر، بعد صراع مع الموت والقذائف والازدحام والأصوات والوجوه الحائرة التي تنتظر المستقبل، يفتح التلفاز فيرى فتاة جميلة رشيقة ، تبتسم له، وتوحي بأنها ستحدثه عن شيء آخر غير الحرب ، فإذا به تخبره عن طريقة إعداد "سلطة الافوكادو" , كوكتيل " الفاكهة الاستوائية" بعد وجبة اللحوم الدسمة، فينظر بطرف عينيه للمطبخ حيث ثلاجته شبه الفارغة، ويمد يديه لجيبه فيرى بقايا الراتب الذي سيكفيه حتى نهاية الشهر !
نعم لذيذة "سلطة الأفوكادو"، لكن سنأكلها في الجنة لاحقاً !
إلى محطة أخرى، " جيشنا الباسل يحقق انتصاراً على الإرهاب في المكان الفلاني" ، ينسى الطعام والشراب وتغمر البهجة قلبه، ها هو ذا بصيص أمل جديد ! ولا يكاد ينهي ابتسامته الجميلة حتى يسمع زغاريد النساء في الحي، نعم كان ثمن هذه الانتصار وتلك البسمة المسروقة كوكبة من شباب وطننا ، ومنهم فلان ابن فلان، جارنا وصديقنا ، هل يفرح أم يبكي ؟
إلى النوم يا عزيزي، لملم بقايا جسدك وروحك، وإلى فراشك البارد، أغمض عينيك، واحلم بالماضي الجميل والمستقبل المشرق، انسى الحرب قليلاً، وثرثرة وسائل الإعلام، ودموع الأرامل والثكالى، لم يبق لك سوى الأحلام !

 

                                                                         

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz