Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 18:38:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
يوميات السوريين.. أخي المواطن ’’اركض وحافظ عرشاقتك’’ !

دام برس - خاص :

الجميع يركضون، والفائز من سيصل أولاً... هذا ليس سباقاَ في الجري، هذا ماراتون السوريين اليومي، للفوز بكرسي أو "نصف" كرسي في إحدى وسائل المواصلات.
قطاع النقل كان له نصيب كبير من الأضرار، بفعل الأزمة الحالية في سوريا، نقص حاد في عدد وسائل المواصلات، ازدحام شديد بات العنوان الرئيسي لشوارع وساحات سوريا، ناهيك عن نقص المحروقات الذي انعكس بدوره على أجور المواصلات، التي ارتفعت أضعافاً.
يخرج السوري اليوم من منزله وهو يتضرع لربه أن يكون له نصيب حتى لو في الركوب على ظهر الحافلة! فظهر الحافلة أو الجلوس على ربع كرسي أو حتى الوقوف على أصابع القدمين أسهل عليه من خيارين آخَرين،إما أن يسابق الريح ويذهب مشياً إلى حيث يريد، أو يضطر آسفاً متألماً مجبوراً بائساً إلى ركوب التاكسي! كي يدفع كل ما بجيبه من أجل بضعة أمتار وكما يقول أبو حسن: " من هون لآخر الشارع بدو 300 شو تكسي مطرزة بالدهب" !!
الشاب غنيم الأحمد، طالب في كلية الآداب، ومقيم في منطقة "الطبالة"، يصف معاناته اليومية فيقول: " قبل الأزمة في سوريا كانت المواصلات متوفرة وبتسعيرة زهيدة جداً، أما اليوم ارتفعت الأجرة أضعافاً وفوق ذلك تتوفر بصعوبة، أنا أخرج من منزلي كل يوم الساعة السابعة صباحاً، وبين مدة الانتظار ومسافة الطريق والازدحام لا أصل إلى الجامعة إلا بعد ساعتين أو أكثر".
معاناة حقيقة ، لم تسلم منها حتى الطبقات الاجتماعية الأكثر يسراً اقتصادياً، فحتى أصحاب السيارات الخاصة، يعانون من مشكلة الازدحام، والوقوف في الطوابير بانتظار لتر من البنزين، يقول حنا يوسف: " اضطر كثيراً إلى استخدام وسائل النقل العامة عندما تصل أزمة المحروقات إلى الذروة، وأشعر أحياناً أن هذه السيارة التي أملكها لا فائدة منها "!
تحولت المواصلات اليوم من وسيلة إلى غاية، مثلاً يخرج الطالب اليوم من منزله وعوضاً عن التفكير بما سيفعله في الجامعة، يفكر كيف سيصل إلى الجامعة أساساً!
هلا سلامة، طالبة هندسة في جامعة دمشق، تؤكد أنه سابقاً كان هناك أوقات ذروة محددة، أما اليوم أصبح من الصباح للمساء ذروة الازدحام وتقول هلا: " يومياً أتأخر عن محاضراتي، ونادراً ما أصل في الوقت المناسب، مهما خرجت باكراً" وتوضح هلا أن الحاجة تدفعها أحياناً إلى ركوب التاكسي والقبول بأي أجرة يطلبها السائق مهما كانت مرتفعة!
لن نناقش تداعيات الأزمة، الشعب السوري بأكمله أصبح واعياً لنتائج الحرب، وانعكاساتها، لكن لابد من وجود حلول بديلة، فصمود المواطن وصبره يجب أن يكون دافعاً لاحترامه وحل مشاكله، وليس التقاعس عن إيجاد الحلول الفعالة بحجة الحرب.
على رصيف أتستراد المزة، جلس أبو محمد ساعتين بانتظار باص "الجديدة"، وليست المرة الأولى التي ينتظر فيها هذه المدة، يقول أبو محمد:" لو انتظرت حتى المساء لن أركب التاكسي ، فأجرته تعادل ما جنيته اليوم في العمل".
ما هي الجهود التي تقوم بها الحكومة لحل هذه المشكلة؟ وما هي الآلية التي يتم اتباعها لتحديد أجرة التاكسي؟ ولماذا تختلف الأجرة من سائق إلى آخر ولنفس المسافة ؟ لماذا تعاني مناطق من الازدحام دون غيرها ؟ ولماذا يزداد الوضع سوءاً يوماً بعد يوم رغم كل ما يُقال عن جهود مبذولة ؟!
أسئلة كثيرة ، وعشرات إشارات التعجب والاستفهام برسم الإجابة من قبل الجهات المعنية ، بات اليوم يوم المواطن السوري معاناة حقيقية، يوم يبدأ وينتهي برحلة شاقة لحرق الوقت والأعصاب والسعرات الحرارية!!
وبانتظار الحلول لهذه المأساة ..في الذهب والإياب أخي المواطن " اركض وحافظ عرشاقتك"!!

إعداد: ريتا قاجو

                                                                                   

 

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  2014-12-12 03:40:14   إلى فايز الناصر
والله يا فايز حتى الحمير اذا قررنا نعتمد عليها رح يصير عليها أزمة !! لهيك خلينا عالمشي ما رح يصير في أزمة رجلين أكيد !!! الله يديم علينا الصحة ونضل عم نمشي هه
ريتا قاجو  
  2014-12-11 13:58:31   يوميات السوريين اركض وحافظ على ر شاقتك
برأيي كان الرجال قديما يذهبون بالحنتور على اشغالهم او مشيا وبهذه الحالة لا يلزمهم وقود ،ليعودوا الى العادة القديمة،المشكلة لا يوجد عدد كافي من الحمير او في زيادة لكن بدون عربات
فايز الناصر  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz