Warning: session_start(): open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_2hmiu9aifn04525i7t00uqu204, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: session_start(): Cannot send session cache limiter - headers already sent (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 2

Warning: Cannot modify header information - headers already sent by (output started at /home/dampress/public_html/include.php:2) in /home/dampress/public_html/include.php on line 93
عصافير سوريا في أتون الحرب...ويستمر الأمل!

Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 18:38:27
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عصافير سوريا في أتون الحرب...ويستمر الأمل!
دام برس : دام برس | عصافير سوريا في أتون الحرب...ويستمر الأمل!

دام برس - خاص :

الكبار يصنعون الحروب والأطفال يدفعون الثمن، أربع سنوات مرت، ونيران الحرب في سوريا ما زالت مستعرة، تأكل البشر والحجر وبقايا ذكريات الشعب الذي اعتاد أن يعيش بأمان، حتى الأطفال وأحلامهم لم يستثنيها لهيب الحرب، بين الدماء والدموع والقذائف والخوف ضاع تغريد العصافير، فطغى صوت الرصاص على لحن الحياة.
أطفال سوريا اليوم ضحايا تصفية حسابات سياسية لا علاقة لهم بها، للعالم الرابع على التوالي يشربون ثقافة الموت والعنف والخوف، فتحولت أحلامهم إلى كوابيس، وضحكاتهم إلى صرخات، ومخيلتهم المفعمة بالمحبة والنشاط والفضول والإبداع إلى مخاوف وقلق بات عائقاٌ أمام علمهم ولعبهم وحياتهم اليومية، وانعكس في سلوكهم وممارساتهم في البيت والمدرسة والحي.
يؤكد الدكتور ابراهيم اللطيف لدام برس، أن الأطفال يتأثرون بشدة بالحرب على عكس ما يظنه البعض، فالطفل يفهم ويشعر بما يجري في محيطه، وتنعكس عليه النتائج بدرجة تفوق انعكاسها على الكبار، ويصنف الدكتور تأثيرات الحرب النفسية والسلوكية على الأطفال في أربعة  أعراض أساسية هي القلق والاكتئاب وتظاهرات عضوية بالإضافة إلى تأثيرات دائمة ما بعد الحرب، وبحسب إحدى دراسات الأمم المتحدة 10% من خمسة ملايين طفل عراقي احتاجوا إلى علاج نفسي، وكذلك في حرب غزة 92% من الأطفال عانوا من اضطرابات  ما بعد الصدمة.
يوسف ابن الثمانية سنوات، طفل مجتهد في مدرسته، ذكي وطموح كما تصفه أمه، كان له كباقي أطفال الوطن نصيب من القلق الذي تملك قلبه الصغير، فبعد استشهاد أحد أقربائه من الأطفال في تفجير إرهابي في حمص، أصبح شديد الخوف على أخيه الصغير الوحيد الذي لم يتجاوز عامه الثاني، فتراوده أحلام يومية عن فقدان أخيه، وأصبح هذا الموضوع هاجساً لديه، أثر على تركيزه في دروسه وتفاعله مع الآخرين، تقول والدة يوسف : " أصبح ابني اليوم ضحية خوف مرضي، أثر على سلوكه بشكل واضح، لذلك اصطحبه إلى الحديقة أو أي مكان آخر يومياً في محاولة لننسيه قليلاً القلق الذي أثر على نفسيته"
ويصف الدكتور إبراهيم أعراض القلق والاكتئاب الناجمة عن الظروف الحالية عند الأطفال، فيتجسد قلقهم في مخاوف مرضية تظهر على شكل رهابات مختلفة كرهاب الظلام، وكذلك رعب ليلي فقد يستيقظ الطفل ليلاً وهو يصرخ ويهلوس بأشياء غير مفهومة نتيجة كوابيس عما رآه خلال النهار أو شاهده على التلفاز من مظاهر الحرب.
وكذلك قد يميل الطفل إلى العزلة، وتتملكه العدوانية التي يصبها إما تجاه نفسه كقضم الأظافر مثلاً أو تجاه الآخرين، كتجسيد لثقافة العدوانية التي يراها كل يوم وبالتالي انعكست في سلوكه.
ومن المؤسف جداً أن نعي مدى تأثير الحرب على مستوى التحصيل العلمي للأطفال، ولعل ذلك من أخطر الانعكاسات، التي تؤثر على جيل بأكمله، وبالتالي على مستقبل الوطن الذي ينتظر ثمار براعمه الصغار على مقاعد الدراسة، يقول الدكتور اللطيف: "الظروف الحالية تسبب للطفل فقدان الثقة بالنفس، ويصبح عاجزاً عن التركيز في دروسه، والتفاعل مع مدرّسه، وحتى حل الوظائف في المنزل"
نسرين هلالي، معلمة في مدرسة ابتدائية وأم لثلاثة أطفال، تقول:
" باحتكاكنا اليومي مع طلابنا الصغار، نرى الكثير من مظاهر ضعف الانتباه وقلة التركيز، وتراجع في مستوى حتى الطلاب المميزين، ونحن كمربيين نحس بمعاناة أطفالنا، وهموم أهاليهم، وهموم وطنهم التي انعكست في تصرفاتهم، ونحاول جهدنا أن نتواصل معهم، ونطمئنهم، ونقدر ظروفهم، فهذه مسؤولية المدرسة بعد الأسرة"
للأسرة دور كبير في تخفيف المعاناة عن أطفالهم، فهم الأكثر قدرة على التواصل والتأثير عليهم، وللأسف كثيراً ما نرى ممارسات خاطئة عند الأهالي تعزز من التأثيرات السلبية للحرب على الأطفال، فيظهرون بمظهر الضحية الخائفة بدل التماسك وضبط النفس لبث الطمأنينة والأمل والقوة في قلوب الصغار، وفي هذه النقطة يشدد الدكتور إبراهيم على دور الأسرة، فعلى الأهل التماسك وإظهار الأمور على أنها طبيعية، وكل ما يحدث مؤقت وسينتهي قريباً، وتشتيت تفكير الأطفال بمواضيع متنوعة عند حدوث تفجير أو حادث ما، فهم نقطة البداية في رسم الصورة الذهنية عند الأطفال، أما في المدرسة يجب أن يلعب المرشد النفسي دوره في توعية الطلاب ، وحثهم على الاستمرار في  الدراسة رغم كل شيء.
الحرب نشبت، ولا أحد يستطيع أن يضغط  زراً لإيقافها، لكن هذا لا يعني أن نقف موقف المتفرج العاجز، وأجيال من أطفالنا تطبع ذاكرتها بصور الدم والخراب،  فحتى اذا عاد السلام تلك الانعكاسات ستستمر، إن لم يقم الجميع بواجبه سينشأ في وطننا جيل يستسهل رؤية الدماء والعنف والخراب، جيل توقفت مخيلته الخصبة عن الحلم والإبداع لتستحضر كل لحظة صورة الوطن الجميل الذي خنقته يد الحرب.
ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل! ليستمر أطفالنا بالحلم واللعب والتعلم والضحك ، في الحرب العالمية الثانية، حوصرت مدينة لينغراد ألف يوم، حتى الطعام لم يعد في متناول اليد ، ومع ذلك كان الألعاب يلعبون ويمارسون الرياضة، فالحرب مهما طالت سوف تنتهي !
عصافير سوريا لكم ولوطنكم الصامد السلام !

 

إعداد: ريتا قاجو


 

 

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,  

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz

Warning: Unknown: open(/var/cpanel/php/sessions/ea-php56/sess_2hmiu9aifn04525i7t00uqu204, O_RDWR) failed: No space left on device (28) in Unknown on line 0

Warning: Unknown: Failed to write session data (files). Please verify that the current setting of session.save_path is correct (/var/cpanel/php/sessions/ea-php56) in Unknown on line 0