دام برس – لجين اسماعيل :
"حلمي أرجع مبسوط ، بدي ألعب بحارتي القديمة مع رفقاتي ، بدي اتطلّع عالسما وشوف العصافير ، حلمي ترجع سورية متل الأول " هذه عبارات ذكرها أطفالنا الصغار ، أحلامهم و تطلعاتهم البسيطة العفوية .
و بهدف تسليط الضوء على أحلامهم الصغيرة و تشجيعاً منّا على تحفيز أطفالنا للتعبير عن أنفسهم ، أقامت المنظمة المنظمة الدولية لقرى الأطفال sos وجمعية قرى الأطفال sos وبالتعاون مع وزارة الشؤون الاجتماعية وزارة الثقافة - مديرية الفنون الجميلة ، معرضاً فنياً حمل عنوان " أحلام صغيرة " مبدعوها هم مجموعة من الأطفال الوافدين للمناطق الأكثر أماناً "الذين تتراوح أعمارهم بين 5 و 15 عاماً وذلك اليوم ، في قلعة دمشق – قاعة العرش .
وقد تمّ الافتتاح بحضور لافت لمجلس إدارة جمعية قرى الأطفال وممثلين عن المنظمات الدولية والحكومية والإعلامية ، إلى جانب الشخصيات البارزة ، والذين أولوا اهتماماً كبيراً تجّاه أحلام الأطفال من خلال مناقشتهم لرسوماتهم و منحوتاتهم .
عَرض المعرض نتاج أعمال الأطفال الذين تلّقوا التدريب والإشراف من قبل مجموعة من الفنانين التشكيلين السوريين الشباب ، وبإشراف الفنان التشكيليّ السوريّ الدكتور " علي السرميني " ليثمر المعرض عن 15 لوحة فنية و 15 منحوتة عبّرت عن تطلعاتهم و طموحاتهم الكبيرة .
والآنسة " رشا محرز " ممثل المدير الإقليميّ في منظمة قرى الأطفال sos الدولية ،قالت في حديثٍ معها : " نقوم في منظمة قرى الأطفال بخلق السبل والطرق الفعّالة ، لنسلّط الضوء على قضايا الأطفال في سورية ، فحماية الطفل ومتطلباته بحياةٍ آمنةٍ هي من أهدافنا كمنظمةٍ عالميةٍ تعمل جاهدةً لتحقيقها ، فقد تركنا المجال للأطفال ليأخذوا فرصةً للتعبير عن آرائهم و أحلامهم من خلال الرسم ، من خلال الموهبة التي يتمتّعون بها ، فنحن بصفتنا مركز صديق الطفولة الذي يعطي ورشات عملٍ للأطفال المتضررين من الأزمة ، ورشات رسم ، موسيقا ، تمثيل ،وعلوم ، لفت انتباهنا في ورشات العمل أن الأطفال يبدعون أشياءَ جميلة و لوحات رائعة ، لذلك لم يكن بوسعنا سوى أن نلفت انتباه العالم بأسره إلى هذا الإبداع ؛ أحلام أطفال سورية ليست بالأحلام الكبيرة ، إنّما هي أحلامُ واقعٍ ، مع أصدقاء ."
وتضيف : " يعكس هذا المعرض إيماننا بقدرة أطفالنا و إبداعاتهم التي نفخر بعرضها اليوم ضمن أجمل المواقع في دمشق ، لنؤكّد على هويتنا و انتمائنا ، وبأنّنا مجتمع متماسك يقوم برعاية أفراده المتضررين عبر ابتكار المبادرات والحملات التي تعكس بايجابية تكاتف مجتمعنا ."
في حين رأت الفنانة الشابة " رهف مرتضى " خرّيجة الفنون الجميلة – قسم التصوير ، ووصفت عملها مع الأطفال sos بالعمل الرائع ، حيث عملوا لمدة شهرين ، كل الأمور تحت إشرافهم و توجيههم ، وقد لمحت نظرة السعادة وبسمة الأمل على وجوههم ، فالأطفال أكثر عفويّة من أكبر الفنانين " على حدّ تعبيرها " يعبّرون عن كلّ ما يفكرون ويحلمون به من خلال أقلام تلوينهم و دفاتر رسوماتهم .
وبدورها الأخصّائيّة النفسية " خولة جبر " أشارت إلى كون هذا المعرض هو أحد الفعاليات التي قُدّمت في مجال الدعم النفسي للمتضررين في هذه الأزمة ، التابعة لمركز حقوق الطفل ، حيث يهدف إلى تعبير الأطفال عن انفعالاتهم – طموحاتهم –مأساتهم ، كل لوحةٍ فنيةٍ لها حكاية يعبّر عنها راسمها .
وأضافت : " الجدير بالذكر هو أننا شاركنا الأطفال ليعبرّوا عن وجودهم ، عن طموحاتهم ، وهذا يعدّ أحد أنواع العلاج النّفسي ، بالإضافة إلى كون " قرى الأطفال " القائمة على التبرعات التي تكفل الطفل منذ الطفولة تربوياً ونفسياً واجتماعياً وبذلك نفيد أطفال sos ، و أطفال مركز صديق الطفل من حيث الدعم النفسي ."
وأشارت إلى وجود جلسات دعمٍ نفسيٍ جماعيّةٍ و فرديّةٍ ، غالباً تحاكي حاجات الطفل النفسية التي حُرم منها ، فنؤمّن لهم المكان الآمن و النشاطات الممنهجة ، جزء منها تربوي وآخر ترفيهي .
وأنا بصفتي أخصائيّة نفسيّة أضع الأنشطة وأدرّب المتطوعين ليعملوا مع الأطفال في هذا المجال ، بالإضافة لقسم العلاج النفسي ، فنحن الآن بصدد الحديث بطريقة فلسفية لكن عند التعامل تكون الطريقة عفوية من خلال اللّعب ، جلسات استرخاء ، أنشطة جماعية تربوية اجتماعية ممنهجة من قبل المتدربين المتطوعين ، كما أن تصرفات الأطفال تلعب دورها لمعرفة المشاكل التي يعانون منها .
و قد قام مجموعة من الأطفال الذين شاركوا بالمعرض بقديم شرح عن رسوماتهم وما عبروا عنه من تطلعات للعودة لحياتهم كما كانت سابقا وممارسة هواياتهم و ألعابهم المفضلّة مع أصدقائهم و أسرهم .
فهذه الطفلة " وعد داود " البالغ عمرها 14 سنة ، التي قامت برسم لوحتين الأولى تعبّر فيها عن " بناء وإعمار سورية مهما تعرّضت له من خريب ودمار ، فنحن السوريون نعمّرها من جديد " .
بالإضافة إلى اللوحة الأخرى التي جمعت فيها الجامع والكنيسة لتعبّر بها عن التلاحم والتآلف بين أبناء الشعب السوري الواحد .
وقالت : " أتابع الرسم منذ صغري بتشجيع أسرتي ، معلّماتي ، أصدقائي ."
في حين أشارت والدتها " سهام سكر " إلى أن ابنتها " وعد " بدأت الرسم من عمر الأربع سنوات ، وتابعت : عندما علمنا بمركز صديق الطفل ، رغبت بمشاركة طفلتيّ ، حيث بدت فكرة رائعة ، نشاطات جميلة ، كما أني تطوّعت في اللّجنة للمشاركة مع هؤلاء الأطفال وتدريبهم ومساعدتهم .
كما نوّهت إلى أنّها لم تقف يوماً ما في وجه طموح ابنتها ، في وجه هوايتها ، على العكس تماماً ، كانت مشجعةً لها بالدرجة الأولى ."
و أضافت : " شعرت اليوم بالسعادة الكبرى ، حيث لابنتي مشاركة فعّالة في هذا المعرض ، فأطفالنا فخر لنا . "
أمّا الطفلة " يمنى نجيب " ذات عمر 8 سنوات ، التي أرادت أن تخبر العالم عن حقها وحق أيّ طفلٍ في اللعب ، فرسمت فتاة تلعب على العشب .
وبعمر 10 سنين نلمح هذا الطفل " عمار طربوش " الذي تفنّن بالنّحت ، حيث نحت رجلاً ثلجياً خيالياً كما وصفه ، فالمتعارف عليه بلون الرجل الثلجي – اللّون الأبيض – إلا أنّه اختار ألواناً متعددةً ليعبّر عن الفرح و الأمل لسورية .
نأمل بأن يحمل هذا المعرض صدىً ، وأن تتحول هذه الأحلام الصغيرة إلى واقعٍ ملموسٍ نعيشه بكل تفصيل من تفاصيل حياتنا اليومية .
تصوير : بتول ربيع
0000-00-00 00:00:00 | معرض للوحات فنية تحاكي أعماق أطفالنا |
كانت فكرة المعرض فكرة رائعة لعبر بها الاطفال عن طموحاتهم ، أفكارهم | |
لجين |
0000-00-00 00:00:00 | طفل سوري |
رغم دموع الحزن التي نراها في شوارعنا السورية تبقى بسمة الأمل مرتسمة على وجوه أطفالنا حاملة معها الحب والسلام | |
لجين |
0000-00-00 00:00:00 | أطفالنا بهجة الحياة |
علينا أن نسعى لرسم البسمة على وجوه أطفالنا | |
لجين |