Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 14:36:32
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
عشوائيات سورية ....قضية الملايين

دام برس - لجين اسماعيل :

إلى جانب مآسي الحرب والحالة الأمنية الصعبة التي يعيشها السوريون في مختلف أنحاء البلاد، تنمو على هامش الأزمة مشاكل ومصاعب خطيرة تهدد الدولة بصمت، وتتفاقم دون رقيب أو حسيب، عشوائيات سورية ... قضية الملايين التي لم تأخذ حقها من الاهتمام الحكومي والإعلامي حتى قبل الأزمة، بات حتى ذكرها منسياًعلى كلا الطرفين، في سلم أولويات طويل يقع على عاتقيهما.

أرقام وحقائق:

مع ندرة الإحصائيات الرسمية منها وغير الرسمية التي تتناول حال العشوائيات... تبدو مهمة تحديد أرقامٍ دقيقةٍ حول أعداد سكان العشوائيات في سورية أو حتى مساحتها صعبةً للغاية، حيث تشير التقارير القليلة الصادرة عن وزارة الإدارة المحلية عن وجود42  منطقة مخالفات فقط في دمشق وريفها على الأقل، موزعةً على مساحة تزيد عن 15 ألف هكتار. ويقدّر خبراء حجم التزايد في مناطق السكن غير النظامي في سورية بأنها تزايدت أربعمائة بالمائة خلال السنوات العشر الأخيرة، حسبما ذكر تقرير صادر عن وزارة الادارة المحلية في العام 2009.

العشوائيات والأزمة:

ومع دخول البلاد في الأزمة المستمرة منذ أربعةِ أعوام، وجد بعض "المقاولين العشوائيين" فرصةً نادرةً لتوسيع نشاطاتهم في الأحياء العشوائية دون مراقبة ، حيث شهدت العشوائيات خلال الأزمة توسعاً أفقياً وعامودياً متواتراً على حد سواء، فيما وجدت الأبنية الحديثة اقبالاً سكانياً كثيفاً على الفور، بعد النزوح الكبير الذي شهدته المدن السورية من الأرياف المشتعلة أمنياً ومن المحافظات الأخرى على حد سواء.

الخدمات من سيئ إلى أسوأ:

شهدت الخدمات في عشوائيات المدن السورية تاريخاً سيئاً نوعاً ما حيث عانت من الإهمال في ايصال الخدمات للمناطق العشوائية إضافة إلى ندرة محاولة التطوير الخدمي، لكن ومع حلول الأزمة السورية تزايدت هذه الظاهرة، حالها حال المناطق الأخرى نتيجة ضعف الامكانيات وتوقف المشاريع التطويرية والإنشائية الخدمية إضافة للاستهداف الممنهج الذي تقوم به الجماعات المسلحة على البنى التحتية والمنشآت الخدمية في سائر أنحاء البلاد، الأمر الذي شكل سبباً رئيسياً في تدهور حال الخدمات من كهرباء ومياه و...غيرها من المستلزمات الاساسية للسوريين.

المهجرون ... الوافدون الجدد :

 ومن أبرز المستجدات التي حملتها الأزمة إلى أزقة العشوائيات... توافد آلاف المهجرين والوافدين من المناطق الساخنة في الأرياف إلى مناطق أكثر أمناً في مراكز المدن، حيث نالت العشوائيات الحصة الأكبر منهم في ظل التوسع العمراني الكبير الذي شهدته خلال الأزمة، إضافة إلى كونها –أقل تكلفة- من الأحياء المنظمة في المدن وضواحيها، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الاسعار بشكل جنوني، وشكل ازدحاماً متزايداً نتيجة استضافة الأهالي لأقاربهم "كضيوف دائمين" ، حيث بات المنزل الواحد يجمع أكثر من عائلة في الوقت نفسه.

لمة شمل:

  لطالما وُصِفَت العشوائيات السكنية بكونها ذات طيفٍ اجتماعيٍ واحدٍ، وكثيراً ما تم تناول المخاطر والتبعات المتعلقة بذلك، إلا أنّ الأعوامَ القليلةَ الماضية، وبعد "إعادة التوزع السكاني" الذي فرضه قدوم المهجرين إلى المدن، تلاشت المخاوف السابقة سريعاً إثر إقامة الوافدين الجدد " والذين يتبعون لأطيافٍ اجتماعيةٍ ومذهبيةٍ مختلفةٍ" في ذات العشوائيات التي كانت تطالها تلك المخاوف، فشكلت بذلك حالة تآلف نموذجية لمبدأ العيش المشترك، وباتت وطناً مصغراً يحتضن جميع أبنائه ومكوناته بكل معنى الكلمة.

ومع تفاقم أزمة العشوائيات، وتكريسها كواقع مفروض لا يمكننا سوى تقبله ومعايشته كأمرٍ واقعٍ، تبقى حالة التوسع المتزايد التي تشهدها بانتظار الرقيب والمتابع، على أمل أن يحمل قادم الأيام حلاً جذرياً، يفضي إلى إيجاد البديل اللائق بما يستحقه السوريون.

وأشار الأستاذ بطرس مرجانة "عضو مجلس الشعب" في حديث معه إلى مدى خطورة هذه العشوائيات وأثارها على المجتمع ،حيث ذكر [لاشك وأننا نعاني  من تزايدٍ سكانيٍّ كبير في سورية والذي تفاقم بشكلٍ ملحوظٍ في الفترات التي ساد فيها قانون (60)، والذي ينص على منع إفراز العقارات في مراكز المدن حيث لا تسمح بإفراز عقارات أو أراضٍ مملوكة من أصحابها للقطاع الخاص إنما أُوكِلَت للقطاع العام أو للجمعيات السكنية ، حيث كانوا يستملكونها بمبالغ بسيطةٍ جداً ويتم استثمارها بالطريقة المناسبة ، بالإضافة إلى وضع مخطط تنظيمي ذاتي ويخص جزء كبير منها للجمعيات السكنية .

وهذا أدى إلى مشكلتين أولهما مشكلة القطاع العام الذي لم يساهم في تطوير البناء وعمله وإنما اتجه فقط للجمعيات السكنية،

وعلى الجانب الآخر تولد لدينا مشكلة المالك حيث يُدفع له مبالغ زهيدة ولقاء ذلك اتجه إلى تقطيع الأراضي وبيعها بقيمة أقل

ثم يبرز الشخص المشتري في تلك المناطق بسعرٍ زهيدٍ ويبدأ بإنشاء محاضر سكنية كيفما اتفق ، كان ذلك بداية لنشوء الأزمة لكن ومع تراكم السنين والتزايد السكاني والهجرو من الريف للمدينة لعدم تطوير الريف وتعزيز سكانه ، فأعداد الهجرة إالى تتزايد بشكل ملحوظ مما يولد لدينا حاجة للسكن ،فكل مواطن يبحث عن منزل مهما كانت مواصفاته و بأسعارٍ رخيصةٍ ، وما زالت هذه الأزمة مستمرة بسبب التشبث بالقانون (60) ،حتى وبعد انتهاء الأزمة السورية ستبقى أزمة العشوائيات لأن الناس بحاجةٍ الى مأوى وملجأ بالدرجة الاولى خصوصا بعد تعرض معظم بيوتهم للدمار والهدم .

لذلك يجب وضع استراتيجية واضحة نبدأ بالشروع بالعمل بها ونخطط لها بشكل واضح وصريح لتأمين بدائلَ سكنية مؤقتة لأن صاحب الحاجة أرعن ، فربما يتصرف بطريقة جنونية حتى لو اضطر للمخاطرة  بأمواله .فيرجى وضع خطة واضحة جاهزة للشروع بعملها في حال انتهاء الازمة السورية .

 تصوير : تغريد محمد

 

 

 

الوسوم (Tags)

سورية   ,   دام برس   ,   syria   ,  

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   الحل السريع
معا لنبني سورية الحديثة البناءة المتطورة لنسعى جميعا لإعادة إعمار سورية
لجين  
  0000-00-00 00:00:00   حملة لإعمار سورية
يجب إعادة التوزع الجغرافي لهذه المناطق السكنية العشوائية
لجين  
  0000-00-00 00:00:00   !!!
يجب هدم جميع المناطق المخالفات في سوريا
وائل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz