Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 20:05:26
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
السوريون ويوم الجمعة.. من فوبيا الموت إلى إرادة الحياة
دام برس : دام برس | السوريون ويوم الجمعة.. من  فوبيا الموت إلى إرادة الحياة

دام برس-عمار ابراهيم :

يتفق الكثيرون على أن الأحداث التي اندلعت في سورية كانت مجرد تمثيليات مكررة مشابهة لما جرى في بعض البلدان التي اجتاحها ما بات يتداول في بعض الوسائل الإعلامية بالربيع العربي ولسنا ندري أين هو الربيع في تخريب  ودمار تلك البلدان..

يرى المحللون أن أجهزة المخابرات الأجنبية درست المجتمعات العربية بشكل جيد كاشفة نقاط الضعف فيه مستغلة الوضع السياسي في كل بلد على حدى..

بعيدا عن متاهات السياسة وقريبا من موضوعنا فمن تلك  الأمور التي تم استغلالها في سورية وتقليدا لما حصل في بلدان مازالت تعيش فوضى ذاك الربيع هو يوم الجمعة..نعم يوم الجمعة ولا تستغرب..فهو لم يعد يوما طبيعيا في حياة السوريين..لم يعد يوما عاديا للصلاة والتقرب من الله والقيام بالزيارات العائلية والنزهات..بل تحول إلى يوم مشؤوم طبع في الذاكرة كيوم للشغب والحرق والقتل والشعارات المقيتة..يوم استغل به أعداء الوطن خروج المصلين وشحنهم لقتل إخوانهم في الوطن الواحد بحجج واهية واهنة لخلق الشرخ والفتنة في المجتمع السوري

يوم خافه السوريون طوال الفترة الأولى من الأزمة..والأصح بالقول هو خوفهم من أعمال المخربين وقذائف حقدهم ورصاص غدرهم..إلا أن الأمر لم يعد كذلك..انتفض السوريون وتحدوا  إجرامهم في كل أيام الأسبوع...وأدركوا أن هذا الوطن يستحق أن نضحي لأجله دون خوف من عمل الجبناء فعادوا إلى أعمالها وحياتهم الطبيعية وعاد يوم الجمعة كأي يوم آخر بل عادت معه الرحلات والنزهات والزيارات ما أفقد المخططين صوابهم..هذا حال الناس في الشارع وتجمعهم يوميا يوصل لك رسالة واضحة بأن الحياة أقوى.

فهل هو تحد وإصرار على الحياة أو خوف مبطن مازال يعيش داخلهم..؟؟

 حديقة تشرين خير دليل

تعد حديقة تشرين من أكبر حدائق العاصمة على الإطلاق بمساحة كبيرة جدا يتوسطها علم سورية ليراه كل من يسكن العاصمة..تمر بها في الأيام العادية فلا تجد تلك الأعداد الكبيرة من المواطنين ويقتص رالأمر على مجموعة من الطلاب أو عائلة صغيرة لتظن أن الخوف مازال يسكن قلوب الناس إلا أنك ستجد مشهدا مغايرا يوم الجمعة يتغير معه كل القلق بداخلك

لن نبالغ اذا قلنا أنك لن تجد مكانا لعائلتك يوم الجمعة في مساحات الحديقة الكبيرة ولن تجد مكانا تركن به سيارتك خارجها وطوابير المواطنين  على اختلافها تفترش العشب  وتتناول الطعام وتمارس طقوس  الفرح والراحة التي كنا نعيشها قبل الأزمة, ويكفي لضحكات الأطفال التي تسمعها في أرجاء الحديقة أن تخبرك بحجم القوة التي يشعر بها المواطن السوري

أبو عبدو يقول : جئنا من منطقة السيدة زينب إلى الحديقة لنرتاح من هموم الحياة اليومية,نعم كنا نخاف من يوم الجمعة كثيرا وكنا نقضيه في متابعة الأخبار وانتظار الأخبار السيئة التي ارتبطت بهذا اليوم بعد أن كان يوما للصلاة والفرح, أما الآن فقد اختلفت الأمور ولم نعد  نخشاهم أولئك الذين يريدون قتل فرحتنا وحبنا لأرضنا..صدقني لقد نسينا شعور الخوف وعدنا لحياتنا الطبيعية في ل يوم وعاد يوم الجمعة الذي نعرفه يوما للحب والعائلة والفرح ..باقون هنا ولن نخاف منهم

الجاحظ مثال آخر..

نبتعد قليلا ونغوص في شوارع دمشق لتجد حديقة الجاحظ ومشهد آخر من الصمود والإزدحام..أطفال يلعبون وعجوز يتمشى من حفيدته وعدد كبير من الشبان.

أم وليد تلاعب حفيدتها على الأرجوحة  تقول : من الطبيعي أننا كنا نخاف من يوم الجمعة..يا بني عشت طوال عمري بأمان وراحة ولم نعتقد أن يوم الجمعة الجميل سيتحول ليوم القتل والتخريب..خفنا بداية الأمر كوننا معتادون على الحب والتسامح والفرح..أما الآن فكما ترى عدنا إلى حياتنا وفرحنا..نعم نشعر بألم كبير عما يحصل في بلدنا الغالي ومشاهد الدمار وأصوات القذائف كل يوم إلا أن بقاءنا في منازلنا هو أمر لن يحل شيء بل متابعة حياتنا وذهابنا إلى عملنا هو من سيكسب سورية قوتها ونشاطها ولن نموت إلا في وقتنا

القصاع يتحدى الهاون..!!

في سورية كانت المناطق المحاذية لمناطق تواجد الإرهابيين نصيب أكبر من المعاناة والألم والحزن كون عجز أولئك عن دخول العاصمة وتخريب ما يستطيعون دفعهم للإنتقام بطريق أخرى مؤذية عمياء وهو استخدام قذائف الهاون التي لا تفرق بين طفل وكبير.

من تلك المناطق التي دفعت ثمنا كبيرا هي منطقة القصاع ومعاناة كبيرة تحكى مع قذائف الهاون , أمر أقلق سكان هذا الحي في بداية الأزمة حيث تراجعت الحركة بشكل مخيف اقتصرت على الطلاب

أما الآن فالصمود شعارهم والأمل وجهتهم, فأهالي حي القصاع ودعوا الخوف وباتوا يزدحمون في الشارع الذي سقطت فيه القذائف مرارا وحتى يوم الجمعة رغم قلة الحركة كشكل طبيعي للراحة والنوم كما يقول موسى إلا أن الحركة باتت أضعاف عما كانت عليه

يقول موسى : للصراحة كدت أسافر خارج سورية نتيجة للصدمة التي أصبت بها في القصاع فهذا الشارع الجميل شهد سقوط الشهداء وهو ما لم نعتد رؤيته أبدا وحتى سيارات الإسعاف كنا نادرا ما نسمع صوتها

إلا أننا قررنا البقاء لأن المخربين يهدفون إلى رحيلنا وترك بلادنا لهم, يريدون أن نترك أعمالنا, أن نمنع أولادنا من الذهاب إلى المدرسة , أن نخاف. فلن ينجحوا ولن يرهبوننا أكثر هذه أرضنا نحن ومستعدون للموت من أجلها, فلا يوم جمعة يخيفنا ولا غيره

دمشق القديمة تتكلم

في قلب التاريخ وفي قلب الحضارة,دمشق القديمة غزل الشعراء ومأوى الحب والياسمين تحكي صمودها وتحديها لإجرام الغرباء

الأخت ماريا تقول :عانينا كثيرا بسبب قربنا من مناطق يتواجد فيها المسلحون وتلقينا تهديدات عبر مواقع التواصل الإجتماعي لكي نغادر دمشق وسورية أيضا ونلنا نصيبنا من إجرامهم إلا أنه يجب علينا أن نعلم هدفهم الحقيقي وهو ترك  دمشق  لهم ويحولوها إلى مدينة للقتل والخرب, يريدون  إيقاف الحياة وقتل الفرح ولن ينجحوا في ذلك, كنائسنا ومساجدنا ستواجه حقدهم, سنواجه حقدهم بالمحبة والتسامح يوج الجمعة ويوم الأحد, هذه هي سورية التي أحببناها وسنبقى نعيش بها هكذا

 لا جمعة لاسبت لا أحد...بدنا نعيش

علي سائق سرفيس في منطقة البرامكة يقول : كانت حركة المواطنين تقل كثيرا يوم الجمعة في السابق وكنا ننتظر كثيرا لكي محصل على الركاب أما الآن فأيام الأسبوع تشهد اختناقات  على الركب ومجرد ثوان تمر لتجد ا، السيارة امتلأت وفي يوم الجمعة تكون الحركة خفيفة أكثر إلا أنها مقبولة  لا بل كثيفة إلى حد ما

يتابع علي : تعب المواطن من الحرب ويريد أن يعيش فالبقاء في المنزل لن يجلب لقمة عيش أطفاله وبات يتحدى الموت وكل شيء سريد أن يقف في طريق عيشه وأنا كمواطن معرض للخطر في أي لحظة إلا أنني اريد أن أعيش وأساهم من مكاني بإعادة الحياة إلى وطني الذي يريده المجرمون ضعيفا

المواطن تكلم..فهل وصلت الرسالة..؟؟

إذا فمحاولات الدخلاء بإرهاب السوريين باءت بالفشل وهو من عاد لممارسة عمله كما في السابق وهو من يوعي أبناءه بضرورة  حب الوطن والتضحية لأجله فإن سقط السوري شهيدا يترك وراءه أبناء مستعدون للحاق بالموكب كرمى لوطن تآمر عليه العالم وأراد إذلاله

لم يعد يوم الجمعة يخيف أحدا, ولا تهديدات من جاء حاقدا على شعب محب متسامح, فالبقاء لمن يتمسك بأرضه ويذهب إلى عمله ومن جاء ليدمر حضارة السوريين سيلقى حتفا أسود كالفكر الظلامي الذي غسل دماغه, السوري ها هنا يقول : سورية لنا فارحلوا عنا

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   سوريا تتحدى الأرهاب
ماثبت للعالم أجمع أن سورياصامدة بإيمان شعبها بالنصر وبعقيدة جيشها وبحكمة قائدها وخير دليل صمودها حتى الآن ووقوفها بوجه الأرهاب والعالم أجمع ضدها
لما المحمد  
  0000-00-00 00:00:00   الله محييكي ياشام
رجعت أرض العروبة ومهد الحضارات الأرض لمحمية من كل عدوان مابنركع رح نبقى شامخين ونرجع كل الأيام حلوة مو بس الجمعة
رند سلمان  
  0000-00-00 00:00:00   سوريا مابتنضام
يوم عن يوم عم نأكد قوتنا وصمودنا............نشالله سوريا بتعمر وبتعمر اكتر
ريم أبو سعيد  
  0000-00-00 00:00:00   شي غريب
أنا ساكنة بالمزة قررنا نطلع مرا يوم الجمعة بس كنا مكتأبين وقلنا ماحدا الشورع وقت مرقت من جنب حديقة تشرين وشفت هالعدد من الناس انصدمت والصراحة ماتخيلت الناس أنو ممكن شوف هيك الناس قاعدة برا عند الطريق بسبب الزحمة ووقت شفت الفرح والضحك بعيون لولاد قلت سوريا مابتنحني
جوليا بركات  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz