Logo Dampress

آخر تحديث : الثلاثاء 19 آذار 2024   الساعة 12:45:55
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
البالة ... سوق الفقراء الأول .. السوريون روّاد أسواق البالة : مجبرٌ أخاك لابطل

دام برس: بتول ربيع :
بعد أن فقد أغلب السوريين الأمل بأن يعودوا كالسابق - زبائن للألبسة الجديدة – اتجّهوا مجبرين إلى سوق الألبسة المستعملة (البالة) التي توفّر للمواطنين كسوةً لائقة للقادرين على شراء الألبسة ذات النوعية الجيدة من الالبسة المستعملة، وكسوةً تستخدم فقط لكساء الجسد بلا أي ميزات أخرى لمن هم على خط الفقر أو تحته، فحتى هذه الألبسة المستعملة باتت اليوم عصيّة على جيوب السوريين، فحتى البالة سوق الفقراء بات لها أقسام للأغنياء وللفقراء، وللاسف فإن أقسام الفقراء ماعادت تحوي إلا ماهو (بالٍ) من الثياب، أي ما لم يعد قابلاً للارتداء والاستعمال، وهذا لأنه وكالعادة ماعاد لدى أغلب التجار ذرة ضمير ليرحموا بها فقراء أضنتهم الفاقة
"البالة ملاذي الأول والأخير"..
أماني أحمد قالت:
منذ بدأت أسعار الألبسة بالارتفاع، اصبحت البالة ملاذي لشراء الالبسة الأوروبية المستعملة بسعر زهيد، مما ينافس الالبسة السورية من حيث الموضة والنوعية، لأن البضائع التي كانت ولا تزال تُعرض في الاسواق السورية لاتتناسب جودتها مع الأسعار على الإطلاق، وهذا ليس جديداً ومن يتعذّر بالأحداث والحرب فهو كاذب، لأن الوضع هذا قائم منذ ماقبل الأحداث، حيث كانت القميص القطني الخفيف يُسعّر ب1500 ليرة سورية، في حين أن القميص ذاته قد تجده في بلد عربي آخر بجودة قماش أعلى وبسعر أرخص، بالرغم من اني قادرة على شراء بعض القطع من السوق السورية سواء ذات الصناعة السورية أوز المستوردة لصالح الشركات السورية، إلا أنني أفضّل أن أشتري من أسواق البالة.

"نوعية جيدة وأسعار مقبولة"..
هيفاء الحجازي شرحت سبب ترددها على أسواق البالة قائلةً :
ليس في الاسواق السورية ما يستحق أن ندفع لقاء شراءه ثروة، إذ اصبح راتبي الشهري الذي أتقاضاه لا يكفي لشراء بنطال وجاكيت و قميص من الأسواق  في دمشق، ولهذا فإن البالة هي الخيار الأول والأنسب، وأجد بها مالا أجده في السوق السورية من نوعية جيدة للالبسة وحتى الموديلات، وأنا لا أهتم إلا للنوعية، ولكن إبني وبناتي يهتمون للموديلات، ولهذا فإننا نجد كل ما نطلب وجوده في الالبسة في بضائع البالة، و لنترك البضاعة الجديدة في الأاسواق السورية لذوي المال الكثير، فإنهم هم مقصد وهدف تجار دمشق، أما نحن الطبقة المتوسطة الاقرب للفقيرة ليس هناك من ينظر لنا بعين الرحمة لا من الحكومة ولا من التجار. لهذا نحن نجد بدائلنا ولسنا بحاجة لأحد.
"الوكالات في سورية تبيع الستوك بأغلى الأسعار"..


أيمن مظلوم وزوجته روعة أكّدا أنهما لم يقصدا اسواق دمشق منذ مايقارب السنوات الاربع وذلك حسبما شرح أيمن :
منذ اربع سنوات بدأت الاسعار ترتفع ارتفاعاً جنونياً في كل شيء، وكذلك الامر بالنسبة للألبسة، وبتّ غير قادر على شراء كسوة لي ولزوجتي، وبعد أن أنجبنا طفلنا الأول بات من المستحيل شراء الثياب، ولهذا فقد أخبرني أحد الجيران بأن أسواق البالة تحوي ألبسة جيدة النوعية بسعر زهيد، فقصت تلك الأاسواق، وبالفعل وجدتُ ما أريد، النوعية الجيدة والسعر الزهيد، وأذكر بأني بالمرة الاولى قمت بشراء العديد من قطع الثياب بسعر قطعتين أو ثلاثة فقط من ألبسة أسواق دمشق، والجيد بسوق البالة هو أنه ليس للكبار فقط وإنما هناك ثياب للأطفال والرُضَّع، ولهذا فإن كسوة إبني أحضرتها جميعها من البالة وكان من ضمنها قطع جديدة لم تُلبس، ولكنها تُصَنّف مع البالة لأن بها عيباً، قد لايكون لايذكر ولكنه يجعلها قطعة غير مؤهلة للعرض في السوق الاوروبي، (ويكمل ضاحكاً) : وهذا مايثير السخرية في أسواقنا، فإن وكالات الماركات العالمية في سورية تبيع أحياناً قطع مصنّفة ك(ستوك) عالمياً بأسعار القطع الطبيعية، وقد يُنظر لنا باحتقار إن نحن أشرنا لهذا العيب في بعض المحالّ والمقصود بالاحتقار هو ليس لك أيها الفقير أن تنتقد بضائعنا، لهذا فإن سوق البالة هو الأفضل والأكثر عدالة.
مجبرٌ أخاك لابطل..
سميّة جاويش قالت :
لست ممن يفضلون الشراء من البالة، ولكن مجبرٌ أخاك لا بطل، ليس بيدي حلّ آخر، إذ لا غنى عن الثياب، وليس هناك من ينظر في حال الأاسواق التي لم تعد مخصصة للشعب السوري وإنما للنخبة منه فقط، كان لابد من بديل، ووجدته في البالة التي لا يرضيني الشراء منها لقلة ثقتي بنظافة إسلوب التعبئة والشحن، ولكن  ليس من حل آخر.
أسعار البالة 5 نجوم..
نورالدين المبيّض كان له راي مختلف عن الىراء السابقة، حيث قال :
كانت البالة ملجأنا ومقصدنا هرباً من نار اسعار الاسواق السورية، ولكنها هي الاخرى باتت اسعارها لاتطاق، هل من المنطق أن يقارب سعر قطعة الثياب المستعملة سعر الجديدة في الاسواق ؟
وهل من المنطق والعدل أن أشتري ثياب شبه بالية لكثرة الاستعمال بسعر القطع الجديدة في بلدان عربية أخرى ؟
الحياة في سورية باتت جنونية حقاً ولم تعُد تطاق، وليس من ينظر بحالنا إلا الله.

الأوضاع جعلتني أشتري الملابس المستعملة..
زبيدة الفوّال عبّرت عن رأيها بأسواق البالة قائلةً :
لم أحبذ يوماً شراء إلا الجديد، ليس تكبّراً مني، ولكن للجديد بهجته ورونقه، ولكن في هذه الاوضاع اضطر معظم ابناء الشعب للجوء إلى البالة كحل بديل لارتفاع الاسعار، واعتقد أن شراء البالة أكثر من منطقية من شراء قطعتي ثياب يعادل سعرهما راتبي كاملاً بعد شهر من الجهد والتعب.
الأوضاع المادية لا تسمح بشراء ملابس جديدة..
نوال مرهج قالت :
من الجنون شراء الالبسة من أسواق الجديد، فلا البضاعة تستحق الأاسعار النارية التي تعرض بها، ولا الشعب قادر على شراءها، وأعتقد بأن عدم إقبال الناس على شراء البالة كان في السابق لارتباطها بقلّة الشأن، ولكن هذا الارتباط قد انتفى حين ساءت الاضواع الاقتصادية لكل فئات الشعب ماعدا ذوي الثروات الذين ازدادوا ثراء، والآن بات الجميع يقصدون البالة سواء رجال أو نساء ولشراء الألبسة أو الأحذية، فالأوضاع المادية تراجعت كثيراً وباتت للاسوء.
أرباح بيع البالة هائلة..


سامر درخباني (بائع في أحد اسواق البالة) :
بدأت العمل في مجال الألبسة المستعملة منذ مايقارب العشر سنوات، ولم أكن واثق من نجاحي وتحقيق المربح، ولكون صريحاً، كانت صدمتي كبيرة جداً حينما عرضت بضاعتي للمرة الأولى ولاقت رواجاً كبيراً و لم يتبقى من حوالي 1800 قطعة إلا مايقارب الخمس والعشرين قطعة فقطلأنها تحوي عيوباً واضحة، لم أكن أعلم أن الناس قد يداوموا على شراء الثياب من البالة، وربّ ضارة نافعة، لولا ارتفاع الأاسعار الكبير في اسواق الألبسة الجديدة في سورية، لما كان لبضاعتي رواج كبير بهذا الشكل، ويضيف ختاماً: استمريت بشراء طرود البالة وبيعها بالمفرّق باسعار معقولة لأحافظ على زبائني الدائمين و عددهم كبير جداً الحمدلله.

المشكلة في النظافة..
تقول روان السيّد : أرغب كثيراً بشراء الثياب من البالة لجمالها أحياناً ولجودتها أحياناً أخرى، ولكن ما يمنعني هو خوفي من عدم نظافة المصدر، إذ من المعروف أن البالة تتعرض لظروف غير صحية عند الحفظ والشحن والتخزين، فتنقل أحياناً الامراض والفطور والميكروبات.

وحول هذا الراي أكّد حمدي الخطيب أحد باعة البالة أن جميع هذه القطع يتم تعقيمها قبل تخزينها وضغطها، وأن اسلوب التخزين الآن اختلف عن الماضي، حيث أنها كانت تخزّن في عبوات كرتونية يمكن أن يدخل إليها جراثيم وتتكون الفطور إن كانت في مخزن رطب، أما الآن فإنها تُخزَّن وتُرسل بعبوات بلاستيكية مفرّغة من الهواء لايتسرب إليها لاماء ولا أي شيء آخر ومقاومة لكل العوامل الجوية، ولهذا لم يعد هناك من ضرورة للخوف من الفطور أو الجراثيم.

وحول استيراد البالة يقول رئيس جمعية حماية المستهلك عدنان دخاخني :
قمنا عدة مرات بالمطالبة في مجلس الشعب ليتم السماح باستيراد البالة بشكل نظامي، وكان المجلس على وشك الموافقة إلا أن بعض الاعضاء تصدّوا للفكرة بشدّة، وكان رايهم أن هذا سيضرّ بشكل كبير بالصناعة الوطنية، ولكن الصناعة الوطنية قد تضررت بكل الأاحوال الآن بعد ثلاث سنوات من الأحداث، وانا شخصياً أرى أن استيراد البالة بشكل نظامي سيحلّ أزمة كبيرة للمواطنين ذوي الدخل المحدود، الذين ماعادوا قادرين على الشراء من الأسواق العادية،
وقد قدمنا باقتراحنا بعض النقاط ومن ضمنها أن يتم استيراد البالة بشروط تحددها الجهات المعنية، ومنها شروط النظافة، وأن تكون بالة واضحة المصدر، ولكن تم رفض الاقتراح جملةً وتفصيلاً، بالرغم من أنه لو تم تطبيقه لكان أفضل حل لارتفاع الاسعار، حيث يبقى للاسواق السورية الباهظة روادها من ذوي الدخل الجيد والممتاز، بينما يجد ذوي الدخل المتوسط والمحدود ضالّتهم في أسواق البالة من حيث الجودة والسعر، وإن استيراد البالة بشكل نظامي سيحدد بشكل كبير من الاستيراد العشوائي مجهول المصدر، وعندها كانت البضائع لتكون ذات جودة عالية بأسعار مقبولة جداً.
ورغم جميع المحاولات التي قام بها بعض الراغبين بحل أزمات المواطن، إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل وبقي التاجر هو الرابح الوحيد مهما حدث، وجميع نداءات الاستغاثة بالجهات المعنية لم تلقى أذناً صاغية عند اي من المسؤولين المعنيين، ولايبقى للمواطن السوري إلا الله معيناً له.
تصوير: تغريد محمد

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   فيها كتير شي مميز
دائماً بلاقي بالباه موديلات مابلاقي متلها بأي محل عادي بس طبعاً مابعتمد عالبالي بكل أحتياجاتي
جمانة حسن  
  0000-00-00 00:00:00   عم تلبي حاجاتنا
بلاقي بالباله كتير أشياء بحتاجها وحلوة وبتلبي احتياجاتي وطبعاً هيي بتغنيني عن الشراء من المحلات
رشا محمود  
  0000-00-00 00:00:00   مافي شي حلو بالباله
مابلاقي أنو تياب البالة بتنلبس أو حتى بتنشاف حتى بغض النظر عن الموديل إذا القماش سيئ ومهترء شو المغري.؟؟؟؟
لوسين فياض  
  0000-00-00 00:00:00   بضاعتنا فخر لكل السوريين
الباله هي بضاعه تبرع بها أصحابها لتصل إلينا بأسعار قريبه من الجديد وهي بالنتيجة ضرر كبير للأنتاج المحلي ويتهيأ للمشتري بأنها رخيصه ولا يعترف بأنها غاليه لأنها لا تصلح إلا للكبّ يعىي للزباله ولكنه العقل المريض بالبضاعه الأجنبيه وأقسم أنني منذ أكثر ثلاثين عاماً وأنا في الغربه لم أرتدي يوما واحدا ثيابا داخليه وجرابات وقمصان إلا من سوريا وهي الأفضل في العالم
سوري للعضم  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz