دام برس: يونا ونوس:
لاتلبث أن تفتح التلفاز حتى تشاهد النسخ المستنسخة من البرامج الفنية وعلى كافة المحطات التلفزيونية العربية وهي فارغة من أي معنى او قيمة فنية لكن المفارقة هذه السنة أن متابعتها وصلت إلى أدنى مستوياتها فلا جمهور ولا مشاهدين وحتى أبرز البرامج الفنية لم تلق إعجاب ولم تستحوذ على أحاديث الشارع العربي ،جالت دام برس على آراء الشارع السوري وعادة بالتحقيق التالي.

أكثر من 50%نسبة العذوف عن مشاهدتها..
تشير احصاءات نشرتها أحد المجلات العربية إلى عزوف أغلبية المشاهدين العرب عن مشاهدة البرامج الفنية الموسمية والتي كان المشاهدين العرب ينتظرونها بفارق الصبركبرنامج "ستار أكاديمي" فقد انخفضت نسبة مشاهدته بشكل كبير وخاصة على مواقع التويتر وصفحات الفيسبوك فلا راغبين ولامتتبعين كما أن لامتابعة عربية له وعند سؤالنا رنيم وهي المولعّة بمشاهدة هذا البرنامج منذ سنوات قالت"نسخته الجديدة فاشلة فلا مستوى فني ولا متعة بالمشاهدة وحتى المشاركين فيه لايجذبوك لمتابعته فجميعهم أصواتهم دون المستوى وفي السنوات الماضية كان أجمل.

الجو العربي لايساعد على متابعة هذه البرامج..
عزى بعض الفنانين المشاركين في تقديم البرامج الفنية تدني نسبة المتابعة إلى الوضع التي تشهده البلاد العربية فانعدام الأمن والفوضى التي تعمّ معظم المناطق تجعل الجو غير مهيأ لمثل هذا النوع من البرامج فلا وقت للفرح ولا للمباريات الفنية فهي تحتاج إلى جو من السعادة والرفاهية ليتمكن المواطن العربي من المشاركة والتفاعلية مع هذه المسابقات فالأوضاع متوترة وهذا مابدّل أولويات المشاهد العربي فلم تعد متابعتها تستحوذ على أي اهتمام من قبل المواطن بشكل عام.

برامج تخصص ميزانيات طائلة لمظاهر أعضاء اللجنة"الفنانين"
إضاءة وكاميرات واستديوهات تكلف ملايين الدولارات كل هذا من أجل إعلانات "بيبسي  وكوكا كولا" هذا ماكان متعارف عليه قبل أن "يطحش" أغلب الفنانين العرب للعب دور المقدم والحاكم فتتجه الأنظار على لباس الفنان وشكله وكيف إذا كانت فنانة يكلف ظهورها في الحلقات الأخيرة من البرنامج مليار دولار كما حدث في برنامج
Arab aido وArab got talentوالكثير من البرامج التي تعتمد في نجاحها على شعبية الفنان أو جمهوره وهذا مايدّل على أنها سياسة جديدة قد بدأ المشاهد يمّل منها لكثرتها وغموض نتائجها.

آخر صيحات البرامج. برنامج علي الديك...
سياسة جديدة اتجهت إليها بعض المحطات الفضائية فمن لايتابع برنامج
"غنيلي تغنيلك" والذي يقدمه الفنان السوري علي الديك مع مقدمة البرامج غريس الريس ،استحوذ هذا البرنامج على نسبة مشاهده عالية فارتكز على البساطة وعدم المبالغة والغناء الشعبي والذي يتقنه علي الديك ،هو اتجاه جديد يلائم الوضع العام للمواطن العربي ويرسم الضحكة على وجهه بعد مااحتلت المآسي والأحزان معظم تفاصيل حياته فكان البرنامج الأفضل من حيث المشاهدة والاكثر شعبية بين الناس فكل حلقة من حلقاته تلقى صدى وترحيب من قبل المشاهدين حتى أن أغلب المطاعم في لبنان ودمشق واللاذقية تعرض هذا البرنامج وتصف ازدحام مطاعمها بأيام المونديال اثناء عرضه كما قال السيد أنس أحد اصحاب المطاعم في الشعلان"أن  السوريين يطلبون مني عرض حلقات هذا البرنامج كل يوم جمعة ويجدونه متنفساً لهم بظلّ هذه الظروف.

لاتقارن لجان العمالقة بلجان الهواة...
هكذا وصف أحد النقاد اللبنانين حالة البرامج الفنية فغير مقبول هذا الانتشار لفنانين معظمهم لايستطيع الغناء  إلا "play back"وعلى الرغم من أن بعضهم يملكون مهارة في اختيار الأصوات إلا أن أحكامهم لاتخضع لضوابط وقواعد صوتية ولاتنبع عن خبرة مهنية فلا نستطيع مقارنة برنامج سوبرستار والذي كانت لجنته برئاسة "الياس الرحباني"مع لجان برامج هذه الأيام فقد تدخل بعض الاعتبارات السياسية وخصوصاً في ظل الظروف والانقسامات التي يعيشها الوطن العربي.

برامج تستغني عن قيمتها الفنية وتبيع بالدولار...
يعرض برنامج فني على قناة دبي يقوم على فكرة غريبة من نوعها فلا يصطف أربع أو خمس فنانين ليحكموا على أصوات غنائية بل يصطف 100فني صوتي غير مشهور أمام صوت واحد أو صوتين ليختاروا بينهما وقبل الاختيار يعرض مبلغ زهيد من الدولارات على أحدهم ليضغطوا عليه بالانسحاب لتكتشف في النهاية أنك تشاهد برنامج مادي ويضعون المشتركين في موقف محرج كأنهم يساومونهم على البقاء والرحيل مقابل المال، والمشكلة أن هناك من المشتركين من ينسحب ويأخذ بعض المال فعن أي فن تتحدثون ..!وعن أي هواة تتكلمون..!

مهما انحرفت طريق الفنّ..فلا يصّح إلا الصحيح..
هي موضة إن صحّ التعبير راجت ومن ثم اكتشف الناس زيف عرضها كالمسلسلات التركية فالعالم العربي الذي كان ينتظر مواعيد البرامج "ستار أكاديمي أو غيرها"أعرض عنها لأنه أكتشف أنه لايتذكر اسم مشترك واحد من برنامج عرض وتابعه على مدى ثلاثة أشهر وهذا دليل على عدم المصداقية وأنها برامج تبهر النظر وتعتمد سياسة الإبهارالبصري بدلاً من الإبهار العقلي والمنطقي وتستغل القوميات والأحزاب وتكرس الانقسام العربي على أساس تشجيع هذا دون غيره لأنه من هذا البلد أو ذاك وتخدم بالدرجة الأولى مصالح شركات الاتصال لتعزز من أرباحها على العلم أن أغلب النتائج تكون متوقعة من قبل المشاهد وتصّح هذه التوقعات ،وفي النهاية نتمنى أنتهاء هذه الموجة التي لامعنى لها فقد طالت الحكاية وعلى المختصين أن يجدوا نهاية لها.