Logo Dampress

آخر تحديث : الأربعاء 24 نيسان 2024   الساعة 10:10:45
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
مكب نفايات باب شرقي بدمشق .. هل بات إرثاً حضارياً ؟
دام برس : دام برس | مكب نفايات باب شرقي بدمشق .. هل بات إرثاً حضارياً ؟

دام برس – دينا محمد محمود :

موقف يحدث ويتكرر كل يوم في هذا الوطن الغالي الذي لا يجد من يهتم به ويصب اهتمامه نحوه آلا القليل وهذا القليل على وشك الانقراض الموضوع ألا وهو رمي النفايات في الشوارع والأماكن العامة
فترى رجلاً عندما أكمل تدخين سجائره رمى العلبة على الأرض !!! وترى طفلا قد تناول علبة البسكويت وقام برميها أيضا على الأرض!!!
و ترى امرأة قد اشترت بعض الأغراض و قامت برمي ما ليست بحاجة أليه في الشارع !!
هذا الذي ذكرته قليل من كثير وكان تقسيمي بقصد ولم يأتي بمحض الصدفة فمجتمعنا من اصغر فرد إلى اكبر فرد  يفعل هذا الشيء مع الأسف ...
إنه منظر غريب ، يدل على عدم الوعي من قبل الفرد والمجتمع فنرى جميعاً منظر رمي النفايات خارج حاوياتها المخصصة لها ، وذلك المنظر يشاهد ويتكرر من الأفراد بشكل يومي وهو أسلوب غير حضاري وإن دل فإنه يدل على جهل ثقافي مجتمعي وقلة وعي واستهزاء وعدم وجود آلية للعقاب .

البعد الاجتماعي
تؤثر النفايات سلباً على البيئة، فتلوث المياه والتربة والهواء نتيجة التخلص منها بشكل عشوائي، لعدم وعي المجتمع بالتعامل معها، مما يؤدي إلى تشويه المظهر الحضاري وانتشار الروائح الكريهة لذلك فإن مجتمعنا يحتاج إلى توعيه وهذه التوعية تشمل الجميع اعني جميع طبقات المجتمع بدون استثناء للنهوض بواقع هذا الوضع الذي يدعوا للاستهزاء من قبل الدول الأجنبية فالدول العربية عندما تزورها تتفاجئ بهذا الكم الكبير من النفايات ووجود أماكن كثيرة تعمها الأوساخ .

الشكاوى كثيرة ومتعددة بمنطقة باب شرقي بدمشق تبدأ من القاطنين وتنتهي بالخائفين على مصالح دمشق السياحية حيث تعج تلك المناطق بالكثير من السياح العرب والأجانب وفي ليالي شهر رمضان الكريم تكثر سهرات السحور في المطاعم المنتشرة على امتداد دمشق القديمة ويحمل الزائرون معهم كما السوريون الساهرون روائح المكب العفنة وصورة غير لائقة لأقدم مدن التاريخ و نشعر بالأسف عندما نقول أن مكب نفايات باب شرقي قد يكون عالقاً بأذهان السياح أكثر من معالم دمشق !

 

وقد قمنا بجولة لمعرفة رأي المواطنين بمكب باب شرقي و كانت كالتالي :

الرأي الأول : هل بات إرثاً حضارياً ينافس في قيمته وندرته أجمل المعالم الأثرية للمدينة كباب شرقي وباب توما والكنائس والمساجد الأثرية؟ حتى صار من المستحيل اتخاذ قرار جريء بنقله خوفاً من اندثار معالمه و يبدو أن محافظة دمشق وعلى خريطتها التنظيمية الجديدة للمدينة، قرّرت الاحتفاظ بهذا المكب كنقطة علام خاصة!!.

الرأي الثاني : نضطر دائماً لإغلاق النوافذ منعاً للرائحة الكريهة المنبعثة من تخمّر النفايات وخصوصاً مع ارتفاع حرارة الشمس، ونعاني من الحشرات الزاحفة والطائرة التي تنتشر بكثرة، وهذا مصدر قلق كبير لنا وخصوصاً أن أطفالنا يذهبون للمدارس القريبة من المكب ويلعبون أمام المنازل، وهم معرضون للسعات هذه الحشرات وبالتالي إصابتهم بالعديد من الأمراض.

الرأي الثالث : بات  بإمكان محافظة دمشق دخول موسوعة غينيس لكثرة وعودها في إزالة المكب و نقله بعيداً المناطق السكنية  ..!!بعد مرور كل هذه الأعوام على مكبّ وُصف منذ إنشائه بأنه مؤقت، وبعد ضرب الكثير من الوعود، لم يعد الكلام مقبولاً.. فنقل المكب هو وحده الذي يغفر للمحافظة سنوات وعودها الخلبية..!!

الرأي الرابع : رائحة خانقة توقظني يومياً عند ساعات الصباح الأولى حيث تنغص الحياة وتنتشر الرائحة المقززة من مكب نفايات شرقي باب شرقي مع النسمات التي من المفترض أن تكون عطرة برائحة ياسمينة البيت، ولكن النفايات لها رائحة أكثر شدة وقسوة من الزهور البيضاء .

الرأي الخامس : يجب إبعاد المكب عن المناطق المأهولة بالسكان بأسرع وقت، وفي حال عدم التمكن من الإبعاد يجب غسل وتعقيم المكان أو أن تعالج النفايات بطريقة صحيحة ونصح الجوار أيضاً بوضع الكمامات التنفسية لمنع خطر الإصابة بالأمراض التنفسية والصدرية وعليهم أيضاً أن يرشوا بيوتهم بالمبيدات لمنع الحشرات الضارة وخاصة الذباب والصراصير.

الرأي السادس : وجود مكب بهذا الحجم بجانب جامع إسلامي يشكل ضرراً كبيراً و خاصة أن هذا الجامع يضم معهد لتدريس الشريعة الإسلامية و الذي يؤمه العديد من الطلاب من مختلف الدول فلا نستطيع تهوية المكان و لا حتى فتح النوافذ طوال النهار فوجود هذا المكب في هذه المنطقة بالتحديد غير مقبول أخلاقيا و حضاريا و إنسانيا و فيه إيذاء لدمشق بشكل عام و للصحة بشكل خاص ، و نحن منذ زمن بعيد نقوم برفع الشكاوى للمسؤولين و بالفعل جاءتنا وعود كثيرة بأن المحافظة وجدت بديل و لكن شيء لم يتغير إلى الآن".و نرجو التغيير .

الرأي السابع : مكب النفايات سواء أكان مكباً دائماً أم مؤقتاً فهو موجود!! والأذى الصحي والبيئي وحتى النفسي الذي يسببه لا يمكن نكرانه.. فكيف يصر البعض على أنه لا توجد مكبات في دمشق وأن ما هو موجود مجرد محطة تجميع مؤقتة؟!أليست النفايات موجودة في كل الأحوال؟!

الرأي الثامن : صورة شوارع دمشق لا تعكس قيمتها ومكانتها التاريخية والحضارية بالمطلق، فالنظافة العامة ثقافة غائبة والأوساخ وأكياس القمامة منتشرة في كل الاتجاهات، وأحوال النظافة في المدينة متردية فعلاً بل مزرية. ودمشق لم تعد كسابق عهدها.

الرأي التاسع : أعيش في هذا الحي منذ حوالي35 سنة واعتدنا على روائح القمامة فهي أصبحت جزءاً من حياتنا اليومية، ناهيك عن أصوات الآليات القادمة إلى المكب أو الخارجة منه، والمكب أصبح نقطة علامة لزبائني وللسياح الذين يجذبهم المنظر ليبدؤوا تصويره بدلاً من أخذ صور للمعالم الأثرية القيمة في المنطقة ودور العبادة.

الرأي العاشر : إن الضرر الأكبر يتعرض له سكان الأحياء القريبة والمحيطة بالمكب بالدرجة الأولى، وتتمثل بالروائح التي تولد لدى الناس الذين يعانون من أمراض تنفسية كالحساسية والربو نوبات مزعجة من الألم، وبعيداً عن الرائحة الكريهة يضاف إلى ذلك الحشرات التي تكثر في مثل هذه البيئة وخاصة الذباب الذي يحمل الأمراض إلى الجوار.

المكب يبقى في مكان غير صحي وباعتراف محافظة دمشق التي تعمل على إزالته ولكن  أسئلة عديدة تدور بهذا الخصوص نضعها على طاولة الحكومة لعلها تستيقظ من غفلتها في محاسبة كل من تسول له نفسه في الإساءة إلى مصلحة الوطن والمواطن ، ويتسبب في توسيع الفجوات والبعد عن هموم وشجون عموم المواطنين  ..!!

Dinamahmoud75@gmail.com
تصوير تغريد محمد 

 

اقرأ أيضا ...
تعليقات حول الموضوع
  0000-00-00 00:00:00   المدينة تموت
أرسلت إلى وزارة الصحة و وزارة البيئة بشأن مكب القمامة الذي تم إنشاؤه على سفح الجبل فوق مشفى ابن النفيس و الذي يبعث دخانه و روائحه ليلاً نهاراً لتملأ مدينة دمشق و مشفى ابن النفيس ، وما من مجيب . أتساءل ، هل قررت الحكومة إعدام مدينة دمشق .
أنس خضركي  
  0000-00-00 00:00:00   المستفيد من المكب
كل الآراء الواردة بالمقالة صحيحة ونضيف لها الرأي الآخير ، ابحثوا عن المستفيد !! ابحثوا عن المستفيد ..! الموضوع واضح كالشمس !!
الدكتور خليل  
  0000-00-00 00:00:00   البديل
طب و البديل عن هالمكب , لأن تعودنا و أدمنا على هالريحة و صرنا نتعاطاها , أنا مع أنه يضل و ندعو الأمم المتحدة باعتباره من المواقع الأثرية المهددة بالدمار. لو لحدا مسؤول منفعة مادية من نقله كان انتقل بيومين . أو ما بتعرفوا بيجوز لحدا مصلحة أنه يضل , متضمنه ضمان هالمكب و بيدفع للمحافظة ضمان سنوي ز
نسيم  
  0000-00-00 00:00:00   أين المسؤولين؟
نرجو أن تصل الرسالة بأسرع وقت ممكن يكفينا المواد السامة التي يستخدمها المجرمون لقتلنا !!
سها  
  0000-00-00 00:00:00   عقود
المكب وحسب محافظة دمشق حين وضعته في منطقة باب شرقي كان بشكل مؤقت ولكن هذه الحالة المؤقتة استمرت لأكثر من 18 عام وعند اقتراب النقل وتحديد موعد النقل مع نهاية عام 2010 لكن هذه الوعود لم تنفذ، ولدى السؤال عن السبب تبين أنه إلى الآن لم يتم تصديق العقود بنقل المكب، وأن المكب ليس لكب النفايات وإنما هو محطة تأتيها سيارات القمامة لتفرغ حمولتها لتنقل فوراً بعدها إلى منطقة السبينة، وفور تصديق العقود سينقل المكب إلى سبينه ليخدم مدينة دمشق وريفها.
سعاد كاسوح  
  0000-00-00 00:00:00   عقود
المكب وحسب محافظة دمشق حين وضعته في منطقة باب شرقي كان بشكل مؤقت ولكن هذه الحالة المؤقتة استمرت لأكثر من 18 عام وعند اقتراب النقل وتحديد موعد النقل مع نهاية عام 2010 لكن هذه الوعود لم تنفذ، ولدى السؤال عن السبب تبين أنه إلى الآن لم يتم تصديق العقود بنقل المكب، وأن المكب ليس لكب النفايات وإنما هو محطة تأتيها سيارات القمامة لتفرغ حمولتها لتنقل فوراً بعدها إلى منطقة السبينة، وفور تصديق العقود سينقل المكب إلى سبينه ليخدم مدينة دمشق وريفها.
سعاد كاسوح  
  0000-00-00 00:00:00   عكس مسيرة الاصلاح
أمام هذا الواقع العفن نتساءل : عن سر عجز وتقصير الجهات المعنية في إزالة المكب ونخص بذلك كل من محافظة دمشق ووزارات الإدارة المحلية والسياحة والبيئة !!. وهل يعقل أن تدوم مشكلة بهذا الحجم كل هذه السنوات دون علاج ..؟؟ إطالة أمد معالجة المشكلة ألا يدل على السير عكس المسير الإصلاحي الذي أطلقه السيد الرئيس بشار الأسد منذ سنوات ، ودليل واضح على فساد أصحاب الكراسي الدوارة في تلك الجهات ..؟!
هبة علوش  
  0000-00-00 00:00:00   1200 طن
يشار إلى أنه يتم جمع نفايات مدينة دمشق و التي تبلغ أكثر من 1200 طن يوميا و إيصالها إلى المكب، مما يسبب انتشار الرائحة النتنة من منطقة الزبلطاني إلى باب توما إلى باب شرقي وصولاً إلى مفرق المليحة مع تخمر النفايات ، خاصة أثناء ارتفاع درجات الحرارة..!!
مها محفوض  
  0000-00-00 00:00:00   امراض
أن الحرارة الزائدة تزيد من نقل الأمراض لتزايد عدد الجراثيم والفيروسات التي تنشط في البيئة الحارة والمغذية ولا مكان أفضل من المكب لمثل هذه الحياة والنشاط الجرثومي وقليل من الرياح تنتقل تلك الفيروسات أو الجراثيم لتعم المكان وتقف على الأغذية أو المياه المكشوفة مسببة مجموعة من الأمراض وعلى رأسها المزيد من الإسهال للأطفال، وبالطبع تعمل تلك الروائح على إطلاق الفطور الجلدية أو التنفسية التحسسية منها وتتضاعف الحالات مع زيادة مستوى التخمر داخل المكب ما يزيد خطر الجراثيم وانتشارها.
علاء حيدان  
  0000-00-00 00:00:00   اضرار
لشكاوى تأتي كرد فعل على الواقع ولكنها لا تصل إلى تحديد حجم الضرر الحقيقي لوجود هذه البؤرة الخطرة في المكان إلا معنوياً، أما عن الضرر الحقيقي والجسدي الذي تشكله هذه الحالة فقد بين المتخصص
ماهر ابراهيم  
  0000-00-00 00:00:00   علاقة
ما العلاقة بين باب توما وباب شرقي والرائحة؟ وهنا يأتي الجواب من المكب الذي تعبق رائحته النتنة عموم المكان من الزبلطاني إلى باب توما إلى باب شرقي وصولاً إلى مفرق المليحة والسبب بسيط تخمر النفايات الزائد مع ارتفاع درجات الحرارة لمستوى غير مسبوق إضافة لعدم غسل أو تعقيم المكان نهائياً لعدم فراغه من النفايات ليلاً ونهاراً فكل دقيقة تقريباً تدخل سيارة محملة وتخرج أخرى محملة.
حسام طراف  
  0000-00-00 00:00:00   نرجو نشر هذه الصفحة يوميا بعاجل
شكرا لكم لفتح هذا الموضوع المهم جدا جدا جدا !!والشكر لكل شريف نظيف يعمل على الاهتمام بنشر التوعية بمجال النظافة ونتمنى أن يهتم كل فرد بنتظيف مكان عمله والحوانيت والمكاتب ومن الداخل والخارج وخاصة المطاعم التي تهمل هذه الناحية والأغرب من يدخلها ليأكل!!والقذارة حولا وحواليها
عاجل  
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz