Logo Dampress

آخر تحديث : الجمعة 29 آذار 2024   الساعة 00:45:44
دام برس : http://alsham-univ.sy/
دام برس : http://www.
أسرع وسيلة لسقوط الشباب في فخ المخدرات

مهما كتبنا عن مشكلة تعاطي الشباب للمخدرات في صحفنا اليومية، فإن ذلك يبقى في إطار الجرعات التثقيفية اليومية التي يحتاجها الشباب لتشكيل مناعة قوية لديهم،تجعلهم قادرين على التغلب على رغباتهم في حال انخراطهم في مجتمع أو تجمع يهوى المخدرات أو ما شابه ذلك.
ونحن هنا نثير هذا الموضوع في هذه الأيام، لأن المدرسة انتهت والعطلة الصيفية بدأت، والطلاب أمامهم فسحة من الوقت للراحة والتحضير لمرحلة دراسية قادمة، لذلك لا بد من وقفة صريحة مع الطلاب الشباب، ولا سيما من قبل الأهل، للبحث في كيفية قضاء الطلاب عطلتهم، وكيفية تفاعل الأهل مع ميولهم وهواياتهم ، وصولاً إلى إرشادهم إلى الطريق الصحيح، بعيداً عن الطرق الملتوية كتعاطي المخدرات والتدخين و(الأراكيل) والمشروبات الروحية، ولا سيما أن معظم الشباب لديهم طاقة شبابية يجب توظيفها في المكان الصحيح، بدلاً من توظيفها في أماكن قد تودي بالشباب إلى حافة الهاوية وبداية الانحراف.

توعية
قبل أن نكشف ما قاله بعض أهالي الطلبة الشباب والمختصين في هذا الشأن، يجب التأكيد على أن أكبر خطر يهدد الشباب، خاصة المهمشين منهم هو الانحراف، ومن بين أهم الأسباب التي تؤدي إلى الانحراف هو تعاطي المخدرات، لذلك يجب التصدي لظاهرة تهميش الشباب.
إضافة إلى ذلك، فإن ظاهرة تعاطي المخدرات لا تصيب المهمشين فقط، بل تصل إلى الشباب المنتمي لوسط اجتماعي ميسور، فترمي به في أحضان الانحراف، بسبب انشغال الوالدين في العمل خارج البيت، أو افتقار الشاب لأبسط قواعد التربية، بسبب جهل الأم أو الأب بهذا الخصوص، أوفساد أخلاق الوالدين، وهذا ما يصل ببعض الشباب في طريق آخر، بعيداً عن المدرسة، وينتهي به الأمر بالانحراف أو الجنوح.
وفي هذا الإطار يقول أحد الباحثين: إننا نحب أن نتخيل أن أبناءنا لا يواجهون مشكلة المخدرات، غير أنه من الممكن أن يكون أذكى طالب ممن ينتمون إلى أفضل الأسر في المجتمع يواجه هذه المشكلة بالفعل، خاصة أن متعاطي المخدرات يتطور على مراحل من التجريب إلى التعاطي الاجتماعي عند وجود بعض الظروف والمناسبات الاجتماعية، وصولاً إلى التعاطي المنظم والبحث عن العقاقير المضلة والإدمان.
سلوك عدواني
الأهالي كان لهم رأي توجيهي في مسألة الشباب والمخدرات، حيث رأى «محمد ربيع سويدان» وهو أب لأربعة أولاد، منهم في الجامعة ومنهم في الثانوية حيث حدثنا عن السلوكيات المصاحبة للشباب في أوقات فراغهم، منطلقاً من حياته ومسيرته الزوجية، فأكد أن هناك احتمالاً كبيراً بأن الابن يتعاطى المخدرات بالفعل، لذلك يجب التأكيد على بعض الملاحظات التي يجب الانتباه لها.
فمن خلال متابعتي للبرامج النوعية التوعوية بهذا الخصوص وقراءتي للصحف والكتب المتعلقة بذلك، تبيّن لي الآتي:
يبدو الشاب في حال تعاطي المخدرات في حالة زهو لا تفسير لها، ويتميز بسلوك عدواني تجاه الوالدين، ويهمل واجباته المدرسية واليومية وينعدم لديه الحافز ولا يستطيع النوم في الساعات الأولـى عند الإيواء للفراش إلا بعد الساعة الثالثة، ويستخدم (الرش) لتغطية رائحة التدخين، ويستخدم اللبان أو النعناع لتغطية رائحة النفس، ويفقد الشهية، ويلقي علـى الآخرين المسؤولية، ويستخدم حبوب الحساسية ويتكلم بسرعة وبصوت منخفض ويكذب كثيراً، وكثير الحاجة للنقود، كما أن أداءه متدهور في النشاط المدرسي والرياضي، ولا يلتفت إلى نظافته الشخصية، ويرتدي نظارات شمسية في أوقات غير مناسبة، واستعمال المشروب المسكر لخداع الوالدين، ويصعب عليه المقاربة بين نزلات البرد والعدوى الأخرى.
وأوضح أن جميع هذه الأمور أتابعها أنا وزوجتي مع أولادي ، وأشرح لهم مخاطرها بشكل شبه يومي، وإضافة إلى ذلك أراقب الأولاد باستمرار وبشكل سري وعلني على اتباعهم لأي بند من البنود السابقة، حيث لم أشعر بأي شيء غريب معهم.
بالمقابل يجب أن نقدم للشباب كل شيء يريدونه خاصة في العطلة وأوقات الفراغ لأنه ليس هناك شيء مضمون من رفقة السوء الكثر في المجتمع وللأسف ، لكن كل من يريد شيئاً يلاقيه ، ونحن نريد العلم والتربية الجيدة بعيداً عن السلبيات التي ترافق البعض، وفوق هذا لم أبخل بالإيجابة عن جميع أسئلة الأبناء حول المخدرات والتدخين والمشروبات الروحية، وأحاول توعيتهم قدر المستطاع نحو الأفضل، لكن مسألة الإقناع ليست سهلة، فإذا حاولت إقناع واحد بعدم التدخين فلا أستطيع إقناع الآخر بذلك خاصة أنه وصل مرحلة متقدمة من عمره، وله استقلالية خاصة، لكن عليّ أن أنصح بالشيء الصحيح والفعال، ومع ذلك والحمد لله لم يصل أحد من أبنائي إلى مرحلة تعاطي المخدرات أو تجريبها نتيجة الوعي والتوجيه من قبلنا في البيت، فالاتجاه نحو العلم أفضل من الاتجاه نحو الانحراف ورفاق السوء .
سلبية دور المدرسة
من جانبه قال عمار محمد المفتاح وهو أب لولدين شابين ، يجب أن تتعدى المعرفة الكافية بتعاطي المخدرات إلى التعرف على المدى الذي بلغته هذه المشكلة في المدرسة أو الجامعة التي يتعلم بها الشباب، وأن يتعلموا الكيفية التي يدركون بها علامات تعاطي المخدرات، وتحديد وسيلة لتبادل المعلومات لتحديد أي الشباب الذين يمكن أن يكونوا قد تعاطوا المخدرات، لذلك على المدرسة العمل على توجيه وتقييم جهود الوقاية الفعالة من ذلك، وذلك عبر مسح الطلاب والعاملين في المدرسة، وعقد اجتماعات لتحديد الطرق والسبل في كيفية قضاء العطل والمناسبات عبر فتح دورات مناسبة وعدم ترك الشباب دون توجيه، وإحاطة الجميع بنتائج تقييم مشكلة المخدرات وتأثيراتها السلبية على الشباب ، فكل هذا وذاك يجعل من شبابنا جيلاً واعياً ومدركاً لمستقبله المزهر الذي ينتظره...
الشباب يتكلم
وفي الاتجاه الآخر كان لنا عدة لقاءات مع شباب في مراحل مختلفة حيث رفضوا الإفصاح عن أسمائهم ، لكن إجاباتهم كانت قيّمة إذ أكدوا أن من واجبهم كشباب يسعون إلى مستقبل أفضل أن يحترموا التربية التي تلقونها من والديهم نابذين كل أشكال المخدرات، ومن يتعاطاها لكنهم أردفوا قائلين: من خلال حياتنا كشباب نتداخل مع كثير من الشباب المتعاطين للمخدرات أو المدخنين وغير ذلك، فمعظم هؤلاء كانت مشاركاتهم شبه متوقفة في جميع أشكال النشاط المدرسي، فكيف في أيام العطل؟ إضافة إلى ذلك فإن محصلتهم كانت سيئة للغاية، ويصل معظمهم متأخراً أو يغيبون عن حضور بعض الدروس، ويوصفون بأنهم عاجزون عن التعلم ناهيك عن الغش والسرقة والتكسير للأقلام وتمزيق الورق، ودائماً يلقون اللوم فيما يواجهون من مشاكل على المدرسين، ويخلقون مشاجرات فيما بينهم، ودائماً يتسكعون حول الأماكن التي يسمح بها بالتدخين، ونحن دائماً ينصب دورنا في توعيتهم لكن دون جدوى.
محاولة لم تكتمل
ولإعطاء التحقيق حقه حاولنا أن نستطلع بعض الآراء ممن يتعاطون المخدرات، وفي أماكن مختلفة إلا أن محاولاتنا باءت بالفشل سواء من حيث البحث عن شباب يتعاطون في الشارع أو في غير أماكن ، حتى في العيادات التي يتم فيها معالجة هؤلاء الشباب ، وذلك حرصاً من الأطباء، ومن غيرهم على سمعة الشباب .
لكن من خلال اطلاعنا ومحاولاتنا وجدنا بأن هناك أعداداً لابأس بها من المتعاطين الشباب قيد المعالجة النفسية والطبية والبعض الآخر حسب قول بعض المعنيين، فإنهم أحرار طلقاء وهم كثر أيضاً.
كما رفض جميع من التقيناهم بالإفصاح عن مصدر المخدرات، ومن يتاجر ويروج لها، لكن الأقوال اكتفت بالتأكيد على وجود كميات كبيرة، قد تكون مصنعة في أماكن خاصة ممنوعة وهذا وارد، لكن الغالبية يتعاطون حبوباً مهربة يتم تهريبها من دول الجوار، وذلك لتدمير الشباب في سورية، وهذا لم ولن نسمح به لا نحن ولا الآباء ولا أي انسان كان، وكل من يقول لا توجد حبوب مخدرات ولا تعاطي فهو كاذب ، لكن المهم أن نعرف من أين أتت الحبوب وكيف دخلت إلى البلد، فالجواب عند الجهات المعنية التي تحقق مع الشباب المتعاطي من أين اشتراها ومن أرغمه على التعاطي، ومن سهّل له ذلك، وهذا ليس بالأمر الصعب، لكن العبرة في المتابعة وكشف الحقيقة بلا خوف أو وجل .
رأي قانوني
أما عن الرأي القانوني في ذلك فقد تحدثت عنه المحامية عهد بوظو، حيث قالت : تعاني أسرة المدمن من الشقاق والخلافات الناجمة عن سوء العلاقات بين الفرد المدمن وبقية أفراد الأسرة ، بما أن الأسرة هي أول بيئة اجتماعية إنسانية تستقبل الوليد الإنساني والتي يقضي في ظلها فترة طويلة حاسمة من حياته، ولذلك فإن البيئة الاجتماعية الأسرية تلعب الدور الأول في تشكيل شخصية ونمو الفرد ، ثم تمر من خلال.
تأثيرات البيئة الاجتماعية الدراسية إلى المجتمع، فالمدمن يعمل أي شيء من أجل الحصول على مبتغاه دون النظر إلى العواقب سواء أكانت ذاتية أم اجتماعية.
وتحدثت عن أسباب الإدمان معللة ذلك بسببين، الأول يكمن بالعائلة، حيث هناك ملايين الأطفال تتركهم عائلاتهم دون توجيه ورعاية، بسبب انشغال الوالدين أو غياب أحدهما / طلاق ـ موت/ أو تفكيك الروابط الأسرية
والثاني يعود إلى أن الإدمان يضرب عادة بأعماق مجتمع يسيطر عليه السعي نحو المال وحب التملك والنفوذ والجاه.
ونوهت إلى أن الفقر والحرمان الاقتصادي الذي يعاني منه أبناء الطبقات الفقيرة الغربية، الأمر الذي يدفعهم إلى تعاطي المخدرات كنوع من الهروب من الواقع، إضافة إلى التفكك الاجتماعي الذي يؤدي إلى كسر في العلاقات الاجتماعية التي لم تتطور لتتوافق مع التطور في قوى الإنتاج، وتخلق فجوة تساعد على اتجاه الشباب للهروب من الواقع الأليم من خلال تعاطيهم المخدرات. وأكد أن زيادة المال في يد المراهق تدفعه للجوء إلى ماهو غريب وعجيب وتعاطي المخدرات في ظل غياب الرقابة والإشراف الأسري، إضافة إلى ذلك تلعب وسائل الإعلام دوراً فاعلاً في تنشيط حركة تعاطي المخدرات، حيث يقلد الشباب بعض المشاهد في الأفلام التي يرونها عبر الشاشة سواء في السينما أو في التلفزيون وخصوصاً طرق وأساليب تهريب الحشيش والأفيون في بلدان مختلفة من العالم.
وتطرقت إلى الأفكار الخاطئة التي يفتقدها بعض الناس، حيث يعتقدون أن المخدرات هي شكل من أشكال الخلاص من ضغط الواقع نحو واقع مخملي أفضل، وهذا فهم خاطىء، لذلك نأمل من الشباب السوري الواعي الابتعاد عن أي نوع من أنواع تعاطي المخدرات لأنها طاعون العصر الفتاك الذي يخرب عقول الشباب بدل اتباعهم طرق العلم والازدهار.
أخيراً
بينت البحوث الميدانية أن تعاطي المخدرات يتسبب في انخفاض الأداء خاصة لدى الشباب، وقد ثبت ذلك بالنسبة للطلبة الذين كانوا متفوقين في دراستهم قبل تعاطي المخدرات، ويصل احتمال هروب الشباب من مجتمعهم ومحيطهم الاجتماعي ومن المدارس خاصة الثانوية بنسبة كبيرة، ففي هذا الاتجاه يجب التنويه إلى الآثار الصحية للمخدرات على الأفراد جميعهم ممن يتعاطى، ولا ننسى التأثير الأكبر للمخدرات على الشباب والذي يحمل في طياته تدمير الكوادر الشابة في المجتمع، التي تتحول إلى مرحلة متقدمة من الإدمان إلى قوى هدفها تدمير البناء الثقافي للمجتمع وانهياره، وهذا ما لا نريده على الإطلاق.


أحمد زينة

اقرأ أيضا ...
هل ترغب في التعليق على الموضوع ؟
ملاحظة : جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي أصحابها ولا علاقة لموقع دام برس الإخباري بمحتواها
الاسم الكامل : *
المدينة :
عنوان التعليق : *
التعليق : *
*
   
دام برس : http://sia.gov.sy/
دام برس : https://www.facebook.com/Syrian.Ministry.Culture/

فيديو دام برس

الأرشيف
Copyright © dampress.net - All rights reserved 2024
Powered by Ten-neT.biz