خاص دام برس - بلال سليطين :

عندما تزور قرية السباهي التابعة لبلدية سيانو في ريف جبلة فإنك ستتجاهل سحر الطبيعة وجمالها لتلتفت نحو مشهد القمامة التي تنتشر على جانبي الطريق وكأن مكب النفايات المركزي انتقل من "البصة" إلى القرية الساحلية البسيطة (السباهي).

الأهالي وفي حديث لهم مع دام برس قالوا أن القمامة لم ترحل منذ أكثر من شهر وهي تتزايد بشكل يومي وتتحول إلى مصدر خطر صحي وبيئي على القرية ناهيك عن منظرها المقزز وهي منتشرة بالأكوام.

اللافت في القرية أنه لا يوجد حاويات قمامة فالأهالي ابتكروا حاوياتهم بأنفسهم وحولوا الغسالات القديمة إلى "حاوية" يرمون فيها القمامة، وفي تعليق لأحد الأهالي على ذلك قال لدام برس:«الحاجة أم الاختراع، فالبلدية لم تخصص للقرية حاويات رغم أنها خصصت لكل القرى التابعة لها إدارياً والأقل ازدحاماً سكانياً فكان لابد لنا من ايجاد حاوية بديلة.

قريتنا منسية من هذه الناحية ولا أحد يكترث بها رغم الكثافة السكانية الموجودة فيها وحاجتها الماسة لذلك».

سوء الواقع الخدمي من ناحية النظافة فرض على الأهالي حرق القمامة بأيديهم حتى يتخلصوا منها خصوصاً بعد أن راجعوا البلدية وكان الجواب "دبروا راسكن" بحسب  حديث الأهالي لدام برس، وأضافوا أن اقتراح "دبروا راسكن" جاء بعد أن قيل لهم "ليس لدينا مخصصات مازوت لنقل القمامة".

عمليات حرق القمامة هذه تشكل خطراً كبيراً على الواقع الصحي والبيئي في المنطقة وهي اذا ما استمرت فإنها تنذر بكارثة، حيث تشير الأبحاث إلى وجود علاقة بين السكن قرب منطقة حرق النفايات وبين التأثير الصحي لذلك، ومن بين تلك التأثيرات سرطان الأطفال والكبار على حد سواء، أمراض في جهاز التنفس، أمراض القلب، تأثير على جهاز المناعة، ازدياد حالات الحساسية وعاهات الولادة- وذلك بسبب تناثر مواد سامة كثيرة للأثير عند الحرق مثل، الرماد المتطاير، الرماد المنخفض والديوكسين،  تلك التأثيرات تزداد سوءًا عند التواجد قرب موقع حرق النفايات.

أما بخصوص الأضرار البيئية- فحرق النفايات يؤدي لتلوث الهواء، تلوث الأرض والمياه ويضر بالحيوان والنبات، وخصوصاً أشجار الزيتون المنتشرة في تلك المنطقة بكثافة، ناهيك عن أن حرق النفايات يحدث دخاناً ويخلف رائحة كريهة وتكاثراً في البعوض.

دام برس كعادتها اتجهت للرأي الآخر لتستمع له لكن الرأي الآخر على ما يبدو لايريد اسماع صوته، فكل اتصالاتنا مع رئيس البلدية باءت بالفشل فهاتفه مغلق بشكل شبه دائم وهو بحسب المواطنين يغلقه لفترات طويلة منذ أن أصبح رئيساً للبلدية، الأمر الذي دفعنا لزيارته في مكتبه بالبلدية لكنه لم يكن موجوداً أيضاً وعاودنا الاتصال به عدة مرات دون جدوى، وفي آخر محاولة على الهاتف الأرضي تركنا له رقم هاتفنا عند الموظفة التي أجابت علينا لمعاودة الاتصال بنا لكنه لم يجب على اتصالاتنا ولم يتصل بنا.

أهالي قرية السباهي ناشدوا عبر دام برس الجهات الحكومية وعلى رأسها محافظ اللاذقية تحمل المسؤولية والقيام بواجباتهم كجهات مسؤولة تتبع لها البلدية، لإيجاد حل لهذه المشكلة المستعصية منذ أكثر من شهر وترحيل هذه القمامة قبل أن تتحول إلى كارثة بشرية وبيئية يصعب استدراكها.

جدير بالذكر أن اهالي قرية السباهي هم مواطنون سوريون، ووفق القوانين والأنظمة فإن البلدية وغيرها من المؤسسات الخدمية مهمتها خدمتهم والموظفون في هذه المؤسسات والمنتخبون أيضاً تم توظيفهم وانتخابهم لخدمة الشعب.