دام برس :
ألو ، رشيدة .... هل رأيتِ الموظفة الجديدة ؟ رأيت يا آيات ، ولكن هذا النوع بالذات لن يصمد في القسم الذي عٌيِنت فيه أكثر من شهر و ثلاث ساعات ...
-    لمَ يا رشيدة ؟ إنني أراها خريجة الكلية العتيدة ، بمعدل جيد جداً و مقوماتٍ فريدة ...
ومن قال لك يا آيات أن من يصمد في ذاك القسم المشؤوم هم أصحاب أعلى المعدلات؟؟
من يصمد إذاً يا زميلة ؟؟ أنأتي بصبي أركيلة ؟
من يصمد هناك  نوعان لا ثالث لهما : "البرغي..وطقاق البرغي..."
عرفي لي كل نوع بالتفصيل ... لعلي في بقائي هنا أُطيل..
البرغي : ذاك الموظف الذي يلف و يدور ... لا يباشر بل يناور ... لا يصارح بل يراوغ .... يدفع بكِ إلى "دجِّ " الحقيقة بعد أن يحفزك لقولها بألف طريقة و طريقة ... وعندما تقع الفأس في رأسك ...يقول : " أنا ما أجبرتك ..." عقلك في رأسك ... بتعرفي خلاصك " ...يعطيكِ من طرف اللسان حلاوة ً ...و يروغ منكِ كما يرُوْغُ الثعلبُ ...
وطقّاق البرغي ؟ هل هو على عكس البرغي ؟
أبداً ...هو نوعٌ أدهى و أضلّ ... أحلى ما لديه خلّ ...مجندٌ للفتك بأقرانه ... وأداةُ فتكه لسانه .... من الأذى لا يملّ...وحِدّةً سمعه يستغلّ ....يلتقط بأذنيه الكبيرتين الإشارات ....ويضيف عليها كثيراً من البهارات ...ثم ينقلها " طازجة " من الفرن إلى صاحب العمل ...والتوصيل مجاناً ..
لكِ الله يا "جديدتنا" المسكينة.... لقد وقعتِ بين براثن " ريا و سكينة " .