دام برس:

نشر ظهر الاثنين 29/5 في صفحة وزارة الخارجية للكيان الصهيوني منشور يطرح مقارنة مابين الصيام في الديانة الاسلامية ونظيره في الديانة اليهودية في محاولة للتقرب من الجماهير العربية على مواقع التواصل الاجتماعي.
ويعد هذا الهدف الأساس لإنشاء وزارة الخارجية الصهيونية لهذه الصفحة, فهي تطرح بشكل يومي العديد من المناشير التي تحمل في طياتها رسائل مبطنة للجماهير العربية و تبث لها افكار سلبية عن واقعهم, الا أن ردة فعل العرب غالبا ما تكون مناقضة لأهداف هذه المنشورات أو الأهداف الظاهرة منها على الاقل, ففور نشر هذه الصفحة أي شيء يباشر متابعوها العرب بحملات التبليغ وطرح أفكارهم ونقد المنشور.
وكانت صيغة تقديم الموضوع كالتالي : "هل تعلم؟ ما اوجه التشابه بين صيام المسلمين وصوم اليهود، رمضان كريم"
وبعدها طرح من خلال صورة نقاط التقارب بين الصيامين الاسلامي واليهودي كونهما دياناتين سماويتين ابراهميتين, و من اهم هذه النقاط :
1-    إفطار الصائمين على الفواكه المجففة (التمر)
2-    حظر تناول الطعام والشراب والتدخين والجماع في وقت الصيام بلأضافة( لحظر الإستحمام)
3-    يعفى من الصيام (النساء) والحوامل ومرضى السكر وكبار السن
4-    (خمس صلوات )في كل يوم من أيام الصيام
5-    (ظهور النجوم )هو الذي يحدد نهاية الصيام
6-    أهداف الصيام( التكفير عن الذنوب )والتقرب من الله
7-    يتجه الناس (لتقديم الصدقات )ومساعدة المحتاجين
الا أن هذه النقاط التي طرحها المنشور ليست كلها صحيحة و لا كلها موحدة في كلا الديانتين وحتى المسؤول عن الصفحة عاد وتراجع عن بعضها  في التعليقات فقد اضاف مشرف المجموعة معتذرا :
" تصحيحات وإضافات:
1-    النساء لا تعفى من الصيام فقط في حالة المرض والحمل, وفي الإسلام تعفى المرأة من الصيام في الدورة الشهرية.
2-في اليهودية هناك خمس صلوات في يوم الغفران فقط, في باقي الاصوام ٣ صلوات كالعادة.
3-    ينتهي اليهود من الصوم عند ظهور النجمة، والمسلمون فطرون عند الغروب.
4-    الاستحمام ليس محظور في الصوم"
وأضاف ذات المصدر في رده على أحدى التعليقات العربية :
"بسبب طبيعة الإنفوجرافيك تم اختزال البنود مما مس في بعض الأحيان بالمضمون و نحن نستخلص العبر..."
مما أظهر صفحتهم بموقف يعبر عن سوء تخطيط وفشل في بلوغ الأهداف المراد بلوغها, و بهدف تثبيت هذا الموقف سنطرح مفهومي الصيام اليهودي و الإسلامي ونترك القارئ امام المقارنة العقلية البسيطة ومنها يستطيع أن يصل  لأهداف المنشور والصفحة ككل, ومن دون أي توجيهات للمضمون في المقالة :
أولا: الصيام في اليهودية :
من أقدم التشريعات اليهودية ويتسع مفهوم الصيام كثرا لدى اليهود بسبب اجتهاداتهم في إيجاد أنواع منه، معظمها مرتبط بالحدث التاريخي وما أفرزته طبيعتهم العدائية للأمم التي عايشوها أو عاصروها والتي غلب عليها طابع الحزن نتيجة تعرضهم للمحن.
والصوم لدى اليهود ثلاثة أنواع:
1-    فردي (شخص) ويُسَمى صوم الأسر ويقع في حالات الحزن الفردي أو عند التكفير عن خطيئة
2-    جماعي وهو غير ثابت وغالبا ما يفعلونه عند حدوث حزن عام يقلقهم
3-    صيام الصمت وهو استغراق الصامت في صمته ضاربا على نفسه ثوب التوبة من الخطايا والندم على ما اقترفه اللسان من بذيء الكلام وفاحشه, وهذا النوع من الصيام معروف في الديانات القديمة وليس له وقت محدد.
ثانيا: الصيام في الإسلام :
يعرف برؤية الهلال، وهو كفّ النفس عن الملّذات الثلاث (الطعام والشراب والجماع) في أوقات الإمساك والترخيص بها في أوقات الإفطار. وقد راعى الإسلام ذوي الأعذار فأباح لهم الفطر في حالات معينة.
وجعل الإسلام القيام في لياليه والاعتكاف بالمساجد في أواخره حملاً للنفس على التزكية وترغيبا لها في الخير. ثُمّ يعقبه ما يدلُّ على البهجة، ونباهة حال المِلًّة وهو عيد الفطر وليس للأديان الأخرى مثل هذه المزيّة.
وقد عبَّرالغزالي عن فلسفة الصيام في الإسلام قائلاً: "اعلم أن الصّوْم ثلاث درجات:
1-    صَوْم العموم: فهو كفّ البطن والفرج عن قضاء الشهوة كما سبق تفصيله.
2-    وأما صوم الخصوص: فهو كفّ السمع والبصر واللسان واليد والرجل وسائر الجوارح عن الآثام.
3-    وأما صوم خصوص الخصوص: فصوم القلب عن الهمم الدنِيَّة والأفكار الدنيوية وكفّه عما سوى الله بالكلية
كريم مهند شمس